فريق طبي مصري ينجح في فصل توأمين أعضاؤهما ملتصقة بشكل مركب

في عملية جراحية استغرقت 11 ساعة

TT

نجح فريق طبي مصري في مستشفى الأطفال التابع لجامعة المنصورة في إجراء جراحة نادرة لفصل توأمين سياميين ملتصقين بمنطقة أسفل البطن يوم الاثنين الماضي. وترجع أسباب صعوبة الجراحة لاشتراك التوأمين بعدة أعضاء داخلية وخارجية، مما أدى إلى اتخاذ قرار وافق عليه أهل الطفلين في الحفاظ على ذكورة أحدهما فقط، لكن الفريق الطبي نجح في الحفاظ على ذكورة الطفلين.

الدكتور أحمد شومة، اختصاصي جراحة الأطفال بالمستشفى، قال إن التوأمين صابر وبلال الحنفي (عمرهما 8 أشهر)، أحضرهما والداهما إلى المستشفى لإجراء جراحة فصل لأنهما ملتصقان بمنطقة أسفل البطن ولديهما عدة أعضاء داخلية وخارجية مشتركة منها الشرج والمثانة والقناة البولية والعضو الذكري، بالإضافة إلى كثير من الأعصاب. وأجريت فحوص شاملة وتحاليل وأشعات قبل اتخاذ القرار، وكان القرار المبدئي هو الحفاظ على ذكورة أحدهما فقط، ووافق الأهل على ذلك نظرا لانعدام الحلول الأخرى، ووجود مخاطر تهدد حياة الاثنين في حال ظلا متلاصقين.

وأثناء إجراء الجراحة، التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور محمد الغزالي رئيس قسم جراحة الأطفال بالمستشفى، وحضرها فريق طبي مكون من خمسة عشر طبيبا في تخصصات جراحة الأطفال وجراحة الدماغ والأعصاب والمسالك البولية والتجميل واستغرقت إحدى عشرة ساعة، اكتشف الفريق الطبي وجود جزء ضامر للعضو الذكري الثاني. فقرروا إجراء محاولة لإعادة تكوين العضو الذكري للتوأم الآخر، ونجحت المحاولة نجاحا مذهلا. كذلك نجح الفريق الطبي في إعادة تكوين الشرج والمثانة وفصل الأعصاب الداخلية عند الطفلين.

وتابع شومة، أن «حالة الطفلين مستقرة جدا، وهما الآن بالرعاية الفائقة، وسترفع أجهزة التنفس الصناعي عنهما قريبا، وسنبدأ بإعطائهما الأغذية عن طريق الفم ابتداء من اليوم (الأربعاء)».

واعتبر أن هذه الجراحة «تسجل عالميا على أنها تشكل سابقة علمية»، مضيفا أن «حالات التوأم المتلاصق نادرة للغاية وتقدر بنسبة أقل من واحد لكل مائتي ألف ولادة، ومعظمها تكون حالات التصاق بسيط، أما الحالات المركبة ـ مثل هذه الحالة ـ فإنها تكون أقل من واحد لكل مليون حالة، ونسبة نجاح الفصل لها تكون قليلة جدا».