50% من الألمان غير راضين عن وظائفهم

ظاهرة تنطبق أيضا على النمساويين والسويسريين

TT

يعترف معظم الألمان بأنهم كانوا أحرارا تماما في اختيار تخصصهم الدراسي، وبالتالي، تحديد مستقبلهم المهني، إلا أنهم على استعداد كامل الآن لتغيير مهنهم لو حصلوا على فرصة ثانية. وتجدر في هذا السياق، ملاحظة أمر لافت، هو أن ما لا يقل عن 25% من الألمان غيروا بالفعل مجالهم الدراسي أثناء الدراسات الجامعية والمهنية، وظلوا مع ذلك، قليلي الرضا عن حياتهم العملية الراهنة.

الحصيلة أعلاه خرج بها مسح لموقع «مونستر»، المتخصص في البحث عن وظائف للراغبين بها. وتوصل إليها بعد استطلاع للرأي شمل 1385 من المسجلين لديه. وربط معظم من شملهم الاستفتاء بين مهنته الخطأ وحالة الإحباط والبطالة أو الفشل التي يعيشها. وترتفع نسبة الراغبين في تغيير مهنهم إلى نسبة أعلى إذا ما عرفنا أن نسبة أخرى كبيرة تود البقاء في المجال العملي نفسه لكن مع تغيير الاختصاص تماما.

عودة إلى الأرقام، ذكر 51% ممن شملهم الاستفتاء أنهم سيغيرون عملهم كليا لو أنهم نالوا فرصة جديدة لذلك، بينما أعرب 28% عن رغبتهم بالبقاء في المجال نفسه لكن مع تغيير نوع التخصص. أما نسبة الراضين تماما عن مهنهم فلم تتعد 21%، ويتركز معظم هؤلاء في مجالات التقنية العالية التي تدر أرباحا جيدة على ممتهنيها.

ماركو بيرتولي، مسؤول أوروبا في موقع «مونستر»، شرح أن «الرغبة بتغيير المهنة ترتبط بالفشل في تحقيق الذات والطموحات في مجال العمل. ولهذا فالمهم ليس اختيار الفرع الدراسي الصحيح منذ البداية، وإنما أيضا اختيار العمل المناسب. كذلك من المهم أن يطلع الإنسان على آفاق العمل واستمراريته قبل التورط في دراسته أو التأهيل المهني للتخصص به».

هذا، وتسود حالة مماثلة في البلدان الناطقة بالألمانية، وخصوصا في النمسا وسويسرا حسب تقدير «مونستر». فنسبة الراغبين بتغيير مهنهم تماما في النمسا تبلغ 54% وفي سويسرا 51%. وتفوق النمساويون على الألمان من ناحية قلة الرضا عن العمل حينما قالت نسبة 19% فقط إنهم سعداء في أعمالهم. وكانت نسبة الراغبين في تغيير اختصاصهم والبقاء في المهنة نفسها يتراوح بين 29% في النمسا و27% في سويسرا.