نيس: إخلاء فندق «النيغريسكو» الشهير بعد بلاغ عن قنبلة

خليجيون خرجوا إلى الشارع في الصباح الباكر مع النزلاء وأطقم الخدمة

TT

أخلت الشرطة الفرنسية، صباح أمس، فندق «النيغريسكو» العريق في مدينة نيس، على الشاطئ اللازوردي بجنوب فرنسا، من نزلائه والعاملين فيه؛ وذلك بعد تلقي مكالمة هاتفية تحذر من وجود قنبلة موقوتة في المكان مبرمجة لكي تنفجر في السابعة صباحا. وجاء الإنذار، الذي تبين لاحقا أنه كاذب، ليقلق راحة 158 نزيلا في عز الموسم السياحي الصيفي، وبينهم عائلات خليجية تمضي الإجازة الصيفية على ساحل المتوسط.

كان مركز شرطة المدينة وكذلك مكتب استعلامات الفندق قد تلقيا نداء من مجهول يزعم وجود قنبلة زرعت في المبنى التاريخي المطل على الجادة المعروفة بـ«متنزه الإنجليز»، وهي أجمل وأشهر بقعة سياحية في نيس. ولم تكتفِ الشرطة بإخلاء الفندق، بل أغلقت المرور في الجادة لحين انتهاء عمليات التحقق من صحة البلاغ.

ومما زاد من حيطة السلطات المحلية أن كريستيان إستروزي، عمدة نيس الذي يشغل أيضا منصب وزير الصناعة، كان قد تلقى في مطلع الشهر الحالي بطاقة بريدية يهدّد فيها مرسلها بتفجير عدة حاويات للغاز في أماكن متفرقة من المدينة، وكذلك في ناحية كاب نيغري، حيث يمضي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته الإجازة الصيفية. مصادر الفندق رجّحت أن يكون صاحب البلاغ الكاذب واحدا من «الطفرانين» الذين غاظهم الترف الذي يغلف أجواء «النيغريسكو» والأساطير التي تحيط بوارثته العجوز. فهذا الفندق الذي يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1912 مصنّف على لائحة المواقع التاريخية المصونة في فرنسا، وهو من الفنادق الكبرى القلائل في العالم التي تعود ملكيتها إلى جهة خاصة، هي سيدة الأعمال جان أوجييه (86 سنة)، الشهيرة بحبها الاستثنائي للكلاب. وعلى مدى العقود الماضية نجحت أوجييه في أن تحول الفندق إلى متحف يعكس تطور الحقب الفنية في فرنسا، من أيام النهضة وحتى الألفية الثالثة. لكن أبرز ما يتعلق بسيرتها هو أنها كتبت وصية توقف فيها ثروتها الشخصية ومن ضمنها الفندق، أي ما يقدر بمئات الملايين من اليوروات، على مؤسسة تهتم برعاية الحيوانات.