نشالون يجوبون شوارع لندن ويضعون الجنيهات في جيوب الناس

شركة توظفهم في وسط العاصمة لتوزيع 150 ألف دولار

TT

مثلها مثل معظم عواصم العالم المكتظة بالسكان ويجوب شوارعها كل يوم مئات الآلاف من السياح، أو حتى الملايين منهم، تعاني لندن، وإن كانت أقل من غيرها حسب الإحصاءات المتوفرة، من النشالين، خاصة في وسطها وفي الأماكن التي ينجذب إليها الغرباء والزوار. وتقوم بلدية العاصمة البريطانية بتحذير السكان من النشالين من خلال الإعلانات والرسائل التي تبث بلغات مختلفة في القطارات الأرضية. إلا أن أكثر من 20 شخصا عملوا كمحترفين في مهنة النشل سابقا «تابوا» عن أعمالهم وما سببوه لغيرهم من مآس، وقرروا أن يعكسوا نشاطاتهم السابقة بأن يضعوا النقود خلسة في جيوب الناس بدلا من أن ينشلوا منها، والتي جاءت مناسبة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الناس بسبب الركود الاقتصادي والأزمة المالية العالمية. ويقوم هؤلاء بوضع أوراق النقود، من فئات 5 و10 و20 جنيها، في جيوب الأشخاص وحقائب يد السيدات كلما سنحت الفرصة بذلك. هذا النشاط الإحساني، الذي سيستمر حتى نهاية الشهر الحالي في لندن قبل أن ينتشر إلى باقي المدن البريطانية، هو من بنات أفكار «توك توك»، إحدى الشركات البريطانية الضخمة العاملة في السوق والتي تقدم خدمة الإنترنت لملايين المستخدمين. ويعمل هؤلاء الشباب في مناطق مثل ساحة الطرف الأغر وكوفنت غاردن التي يكثر بها السياح. «ينتاب الإنسان شعور مريح عندما يعطي شيئا لغيره، وأعتقد أن بريطانيا في حاجة لهذا النوع من الإحسان في ظل الظروف الراهنة»، قال كريس فيتش، الذي عمل نشالا في السابق ويعمل حاليا كرئيس لمبادرة «توك توك». وأضاف في تصريحات لوكالة «رويترز»: «في كل مرة أضع نقودا في جيب إنسان يقل شعوري بالذنب عن الأعمال التي قمت بها سابقا». وقامت الشركة بإعلام جهاز شرطة لندن بمبادرتها هذه التي ستكلفها ما يزيد على 100 ألف جنيه إسترليني (150 ألف دولار).