قد يكون السبب الخشية من فقدان الوظيفة في مناخ الأزمة الاقتصادية العالمية الراهن، وقد يكون طبيعة الالتزام والجدية المتأصلة عند الألمان، ولكن في مطلق الأحوال أفاد استطلاع أجرته مؤسسة «بيرتلزمان» الألمانية المرموقة، ونشرت حصيلته في مدينة غوترسلوه (غرب البلاد) أمس أن نحو نصف الموظفين وأصحاب الأعمال الحرة في ألمانيا يذهبون إلى العمل حتى إذا كانوا مرضى.
فقد ذكر 42% من الذين شاركوا في الاستطلاع، الذي ضم عينة من نحو 1500 شخص ونقلت حصيلته وكالة الأنباء الألمانية أنهم ذهبوا للعمل خلال الاثني عشر شهرا الماضية مرتين أو أكثر على الرغم من معاناتهم من المرض. وذكر ثلاثة أرباع هذه النسبة أنهم يفعلون ذلك من منطلق «شعورهم بالالتزام تجاه عملهم» الذي من الممكن أن يتعطل إذا بقوا في منازلهم.
ومن ناحية ثانية، وجد الاستطلاع أن لا صحة للاعتقاد بأن أصحاب الأعمال الحرة أكثر حرصا على الذهاب إلى العمل في حال المرض، إذ تبين أن نسبة 52% من أصحاب الأعمال قالوا إنهم أحيانا يعملون على الرغم من المرض، بينما ارتفعت النسبة عند الموظفين لتبلغ 74%.
الخبراء يجزمون، بأن الخشية من فقدان الوظيفة في أوقات الأزمات الاقتصادية عنصر لا يجوز تجاهله لدى تحليل هذه الظاهرة. كما لاحظوا أن الأكثر حرصا على المداومة رغم المرض هم العزاب.