1.2 مليون مسن في الانتخابات الألمانية

تهديد بإنزال عقوبات شديدة لمن يثبت عليه التلاعب بأصواتهم

TT

قبل سنوات اتهمت مجلة «دير شبيغل» المعروف جيب بوش، حاكم ولاية فلوريدا، بالتلاعب بأصوات المسنين الذين يعانون من خرف الشيخوخة الأميركان عام 2000 لصالح أخيه جورج بوش جونيور ضد المرشح الديمقراطي آل غور.

ويخشى روديرر إيغلر، رئيس لجنة الرقابة على الانتخابات الألمانية، أن يستغل البعض أصوات «الخرفين» الألمان لحسم الصراع بين معسكر المحافظين والليبراليين ومعسكر الاشتراكيين والخضر في الانتخابات العامة اليوم. ولهذا فقد هدد إيغلر بإنزال عقوبات شديدة بمن يثبت عليه التلاعب بأصوات المسنين، وبعقوبات أشد ضد من يحاول التأثير في الانتخابات من خلال نشر استطلاعات الرأي الإلكترونية على شبكة «تويتر».

وحسب إحصائيات الجمعة الألمانية لألزهايمر فإن الخرف يصيب واحدا من كل 60 ناخبا ألمانيا، وهو ما يشكل 1.2-1.5 مليون ناخب من مجموع 62.2 مليون ناخب. وعلى أي حال فإن نسبة الناخبين من أعمار تزيد عن 60 سنة ترتفع إلى 49.4% من الناخبين، في حين لا تزيد نسبة الناخبين من فئة أعمار 18-20 سنة عن 4%.

ويقول هايكو هوفيش، من دار العجزة في باد زالسولفت (ولاية الراين الشمالي فيستفاليا)، إن 85% من نزلاء الدار (90 شيخا) غير مؤهلين للمشاركة في الانتخابات بحكم الخرف الناجم عن تقدم السن وألزهايمر. ويؤكد أن 15% منهم غير قادر على رسم علامة الضرب في المربع الانتخابي المطلوب، وهذا يعني أن الممرضات والممرضين، أو أفراد العائلة، سيعينون المسن في خياره.

ومعروف أن نزلاء بيوت العجزة لا يشكلون سوى نسبة الربع من مجموع المسنين المعانين من ألزهايمر، وتتولى العوائل رعاية شيوخها في البيت. ويتولى أفراد العائلة مساعدة المسن في الانتخابات دون رقيب، ويتم ذلك في غالب الأحيان عبر البريد. كما يقوم أفراد العائلة باقتياد المسن إلى صندوق الاقتراع في المراكز الانتخابية ومساعدته بسرية تامة، بعيدا عن أعين المراقبين، في التصويت.

ويرى ماركوس فرانك، من الدائرة الانتخابية في سكسونيا السفلى، وجود خلل ما في القانون الانتخابي الألماني. فالقانون يسمح لكل مواطن ألماني بلغ سن الـ18 بالمشاركة في الانتخابات دون تحديد سقف أعلى، كما أن القانون لا يحظر التصويت إلا على مرتكبي الجرائم الجزائية الكبرى.

وعن تجربته في أثناء التصويت البريدي للانتخابات الجارية في دار باد زالسولفت يقول هايكو هوفيش إن بعض الناخبين المسنين لا يعرفون إن كانوا سينتخبون أنجيلا ميركل أو كونراد أديناور. وأديناور هو أول مستشار ألماني بعد الحرب العالمية الثانية، من الحزب الديمقراطي المسيحي، وحكم ألمانيا بين 1949-1963.