أعلام هتلر تثير موجة غضب شعبي

رفعها في مطار ألماني مهجور كان مجرد ديكور فيلم

TT

اتصل الكثير من المواطنين المذعورين في مدينة كولون، بغرب ألمانيا، بالشرطة للتبليغ عن رفع شعارات نازية يحظرها الدستور الألماني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إلا أنه اتضح في ما بعد أن الأعلام الحمراء الكبيرة، التي تحمل شعار الصليب المعقوف، كانت من ضمن ديكورات فيلم يجري تصويره في المدينة.

كان آلاف السكان قد شاهدوا الأعلام الخفاقة فوق المبنى المهمل لمطار بوتزفايلر في المدينة، إلا أن معظمهم ظن أنها من ضمن حملة انتخابات حكومة مدينة كولون، التي أجريت يوم 13/9/2009، أو من شعارات الانتخابات العامة في نهاية الأسبوع الماضي. ومعروف أن الكثير من أحزاب النازية الجديدة شاركت في الحملة تحت أسماء وشعارات أخرى كي تتجاوز الحظر الدستوري. ولكن تبين أن الأعلام تعود إلى شركة لتصوير الأفلام تعمل في كولون بالتعاون مع تلفزيون «آر تي إل» الذي يتخذ من المدينة مقرا لإرساله. ويصور الفيلم كارثة المنطاد الكبير «هندنبرغ» من إنتاج «زيبيلين»، الذي احترق في الجو يوم 6 مايو (أيار) 1937، إبان حقبة الحكم النازي، وتسببت الكارثة آنذاك في موت 35 شخصا في سماء فرانكفورت، واعتبرت من أسوأ الكوارث الجوية حينذاك.

ويفترض أن استوديوهات «آر تي إل» حولت مطار بوتزفايلر المهمل إلى جناح من أجنحة مطار فرانكفورت ترفرف عليه الرايات النازية. وذكرت المتحدثة باسم التلفزيون ايفون فاغنر، أنه وقع الخيار على مبنى بوتزفايلر القديم، لأن هندسته تشبه هندسة الثلاثينات من القرن العشرين. ووعدت المتحدثة بإزالة الرايات حال الانتهاء من التصوير.

وإذ باشر المواطنون في كولون عملية جمع التوقيعات ضد رفع الأعلام معبرين عن سخطهم لـ«المفارقة»، وطالبت حركة السلام بالتظاهر أمام المبنى للمطالبة برفع هذه الأعلام أثناء التصوير فقط. بيد أن الشرطة في المدينة أعلنت أنها عاجزة عن فعل شيء، لأن القانون الجزائي يسمح برفع الشعارات التي تحمل الصليب المعقوف أثناء تنفيذ الأعمال الفنية. وسبق للتلفزيون أن أعلن أن تصوير الفيلم سينتهي في منتصف عام 2011، وأنه سيتكلف 10 ملايين يورو. ويجمع الفيلم نخبة من الممثلين العالميين من مختلف الجنسيات بينهم لورين لي سميث، وهاينر لوترباخ، وهانيس يانيك، وغريتا سكاكي.