نجاح سم الـ«بوتوكس» في علاج مرضى الصداع النصفي المزمن

جرب على عينة في أوروبا وأميركا الشمالية

TT

يمكن لعقار «بوتوكس» أن يخلق المعجزات لكثير من النساء المتقدمات بالسن، بسبب فعاليته في شد الوجه وتخليصه بسرعة من التجاعيد، كما يمكنه المساعدة في تقليل الوزن ومعالجة سلس البول. لكن الحقيقة هي أن «البوتوكس» هو الغاز السام «بوتيلينيوم» الذي يكفي ميلليغرام واحد منه لقتل الآلاف، ويمكن لأي خطأ في زرقه في الوجه أو في نسبة تخفيفه أن يؤدي إلى الموت أو العلل الدائمة. مع ذلك فإن استخدام «البوتوكس» في الطب يتطور باستمرار، وهناك تجارب جديدة عن استخدامه في علاج مرض باركنسون (الشلل الارتعاشي) والصداع النصفي (الشقيقة أو الميغرين). وتتحدث دراسة ألمانية كبيرة الآن عن نجاح واضح باستخدام السم المخفف في علاج الصداع النصفي المزمن من خلال زرقه في عضلات الرأس والرقبة والوجه.

جرى عرض نتائج الدراسة خلال المؤتمر السنوي لجمعية أطباء الأعصاب الذي عقد أخيرا في مدينة نورنبورغ في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا. وشارك في الدراسة الأولى 1400 مريض من أوروبا وأميركا الشمالية يعانون من صداع نصفي مزمن منذ سنين طويلة. واختار الأطباء مجموعة مقارنة من بين المتطوعين جرى زرقهم بالماء المقطر فقط للتأكد من النتائج. وجرت الدراسة بدعم من شركة «الليرغان» لإنتاج العقاقير بالتعاون مع جامعة ايسن، بشمال غربي ألمانيا.

زُرق سم «البوتوكس ـ أ» المخفف بنحو 150 وحدة في 16 نقطة محددة في الرأس والرقبة والوجه. وجرى ذلك في اليوم الأول من التجربة، بعد 3 أشهر، ومن ثم بعد ستة أشهر من بدء العلاج. وجرى الشيء نفسه خلال الفترة نفسها في مجموعة المقارنة. وجرى قبل التجربة اعتماد تعريف الصداع النصفي المزمن على أنه الصداع الذي يصيب المريض لفترة 15 يوما في الشهر طوال فترة 3 أشهر.

وذكر البروفسور هانز كريستوف دينر، من عيادة الأعصاب في جامعة ايسن، أن عدد أيام الصداع النصفي تراجعت بعد 24 أسبوعا من زرق «البوتوكس ـ أ» من 19 يوما في الشهر كمعدل إلى 8 أيام فقط. لكنها تراجعت أيضا، لأسباب يرجح أنها نفسية، في مجموعة الماء المقطر ليصبح عدد أيام الصداع عنها 13 يوما. واعتبر دينر النتائج في مجموعة العلاج نجاحا طيبا لأنها بدأت بعد 8 أسابيع من العلاج ثم استمرت، في حين أنها توقفت في مجموعة المقارنة.