النمسا: انطلاق مباحثات لمنع الغوص في بحيرة جبلية تحوي كنزا نازيا

فريق إعلامي أميركي اكتشف أموالا وصناديق وثائق

TT

أعلن في فيينا العاصمة النمساوية عن بدء محادثات علمية وأمنية يشارك فيها علماء آثار ومسؤولون في شؤون الأمن القومي، بجانب علماء بيئة وخبراء في الحياة المائية، وذلك للبحث بشأن إصدار قرار بمنع الغوص في بحيرة توبليتز بغرب النمسا لمدة 99 سنة.

الغاية هي حماية ما تزخر به البحيرة الجبلية من حياة مائية والمحافظة على ما يعيش فيها من حيوانات ونباتات أضحت مهددة بالهلاك بسبب كثرة الغائصين في مياه البحيرة بحثا عن خزائن ومستودعات دفنها النظام النازي الألماني السابق داخل البحيرة. وكانت البحيرة، المطلة على مدينة باد اوسي، قد أصبحت منجما يعود على المحظوظين من الغائصين بثروات طائلة كانت تعود للنازيين الذين ثبت أن بعض قادة جهاز استخباراتهم أقدموا على دفن آلاف الصناديق والمستوعبات المليئة بالوثائق والأموال داخل البحيرة لإخفائها بعيدا عن أنظار قوات الحلفاء، على أمل الرجوع إليها بعد انتهاء الحرب. وبالفعل، نجحت عدة حملات غوص منظمة في الاستفراد بكميات محترمة من المال، من ضمنها ملايين الجنيهات الإسترلينية، بالإضافة لأعداد هائلة من الوثائق التي أضحت عرضة للإهمال أحيانا ولعمليات بيع تجارية أحيانا أخرى.

هذا، وكان فريق من مصوري محطة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية وإعلامييها قد كشف عام 2000 عن وجود الثروة المدفونة في البحيرة، خلال إحدى رحلات الغوص. وعلى صعيد آخر، كان العالم الألماني إرنست كالتنبربرنر قد أجرى الكثير من الأبحاث حول الأثر السلبي لعمليات الغوص المستمرة منذ الخمسينات على البيئة حول البحيرة وعلى الحياة داخلها، واكتشف نوعا جديدا من البكتريا أطلق عليه اسم البحيرة. ومن ثم أوصى بضرورة النظر في تطبيق حظر شامل ضد عمليات الغوص غير المدروسة، مشاركا في ذلك عددا من علماء البحار والأمن القومي، الذين طالبوا السلطات النمساوية بتطبيق حظر على الغوص لأكثر من عقد من الزمان.