في خطوة جديدة لكبح جماح وباء السمنة بين طلاب المدارس الأميركيين، فرضت السلطات التربوية في مدينة نيويورك حظرا على بيع الكعك المحلى، والكعك المطعّم بالشوكولاته وبالجزر، في حوانيت المدارس.
ويأتي هذا التوجه لحظر بيع أنواع المخبوزات، ضمن برنامج عام يهدف إلى تعزيز صحة الأميركيين الصغار، بالحد من تناولهم للدهون والسكريات والملح داخل المدارس وخارجها. وتدخل التعليمات الجديدة، التي نشرت في ثلاث صفحات في شهر يونيو (حزيران الماضي) حيز التطبيق مع حلول العام الدراسي الجديد، وتنص على ضوابط محددة للمنتجات التي يمكن شراؤها من آلات البيع الأوتوماتيكي، وكذلك للحوانيت المدرسية التي يشرف عليها الطلاب. وتوظف هذه الحوانيت عادة، أرباحها من مبيعات الأغذية لإقامة فعاليات رياضية، وتدريب الفرق وتشكيل النوادي، الأمر الذي سيؤدي إلى البحث عن وسائل جديدة لتمويل الفعاليات المدرسية.
واستثنيت من الحظر حوانيت بيع المأكولات التي تشرف عليها مجموعات الآباء، والمعلمين ـ الآباء، إذ سيكون بمقدورها بيع ما تريده من أنواع الكعك يوما واحدا في الشهر بعد الساعة السادسة مساء، أي بُعيد الانتهاء من تناول وجبات الطعام. وفي هذه الساعة يكون أغلب الطلاب قد غادروا مدارسهم! وكان مايكل بلومبرغ، عمدة نيويورك، قد وضع قضايا الصحة العمومية والتربية العامة في صدارة مهماته، ولذا فإن التغييرات التي ستخضع لها المدارس لا تمثل سوى جانب من حملة كبرى للقضاء على ظاهرة الإسراف في تناول المواد الغذائية الضارة، بل وحتى استبعادها من الأطعمة، مثل الدهون المتحولة.
وفقا للإحصاءات التربوية فإن نسبة البدينين والمصابين بالسمنة من طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة في الولايات المتحدة تصل إلى نحو 40 في المائة. وأظهرت نتائج استطلاعات تربوية نشرت في يوليو (تموز) الماضي وجود صلة قوية بين صحة الطلاب وحسن أدائهم في الامتحانات.
وقال إريك غولدشتاين رئيس قسم هيئة خدمات الدعم المدرسي في الولاية «لدينا مشكلة لا يمكننا إنكارها لا في المدينة، أو الولاية، أو عموم البلاد: وهي السمنة». ونقلت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» أن «علينا التركيز ـ خلال اليوم المدرسي ـ على ما هو صحي للعقل والبدن».
ووفق التعليمات الجديدة فإن آلات بيع المأكولات الأوتوماتيكية ستجهز بأنواع من المأكولات المنخفضة في محتواها من الدهون والسكر. كما ستقوم الحوانيت التي يشرف عليها الطلاب ببيع المأكولات التي تتم المصادقة عليها فقط التي يتم شراؤها من مسوقين جدد، بدلا من شراء المشرفين لها مباشرة.