«حفيدة» ألمانية مزيفة تكسب 250 ألف يورو من «الجدّات»

احترفت الاتصال بمسنين وادعاء علاقة قربى بهم

TT

قضت إحدى المحاكم الألمانية بسجن كاتي ز. (37 سنة) لمدة سنتين مع وقف التنفيذ بعد إدانتها بتهمة التحايل على المسنين في أكثر من 34 حالة. ويفترض أن كاتي كانت تكتب الرسائل العاطفية إلى مسنين، يعانون من مرض الزهايمر (أحد أنواع الخرف) ووهن الذاكرة، وتدعي لهم بأنها حفيدتهم وتسألهم مساعدتها ببعض المال.

وبهذه الطريقة المبتكرة في الاحتيال جنت «الحفيدة» المزيفة أرباحا تجاوزت ربع مليون يورو خلال سنتين من مسنين أكثرهم من النساء. وفي حين اتهم إيغبرت بوليز، من النيابة العامة، كاتي بالاحتيال وانتحال الشخصية، قال محامي الدفاع راينهارد بركنستوك إن المسنين «تبرعوا» لموكلته بالمال، وإنهن كنّ على معرفة تامة بأنها ليست حفيدتهم. وأشار المحامي إلى أن إحدى «المتبرعات» بلغت سن التسعين ولم تتزوج كي يكون لها «حفيدة».

من جهة ثانية، ذكر بعض المسنين ممن أسعفهم الوضع الصحي والذهني للشهادة أمام المحكمة، أنهم سلموا مبالغ تتراوح بين 5 و10 آلاف يورو إلى «مراسل» كانت الحفيدة كاتي تستخدمه لتسلم المال عنها. وذكر النائب العام بوليز أن امرأة مسنة لم تستطع النزول من غرفتها في الطابق الثاني إلى الأسفل، كي تسلم المال للمراسل، فألقت حليّها إليه من النافذة رغبة منها في مساعدة «حفيدتها» المزيفة. هذا، وتتهم النيابة العامة كاتي ز. بالاستفادة من ضعف ذاكرة المسنين، واستغلال عواطفهم وعزلتهم لتحقيق مآربها. والمؤلم في الموضوع أن معظم المال الذي جنته المتهمة كان المسنّون قد حصلوا عليه من أموال اقتصدوها لتغطية تكاليف جنائزهم. واليوم يواجه ذوو هؤلاء المسنين مشكلة سد تكاليف مراسم الدفن حين تحين ساعة الفراق. وحسب نصيحة المحامي، اعترفت كاتي ز. بتحايلها ووعدت القاضي بألا تكرر فعلتها. وهو ما دفع القاضي كارل خاينز شوماخر إلى خفض العقوبة من 6 سنوات إلى سنتين مع وقف التنفيذ، وهددها بأقصى العقوبات في حال كتبت رسالة «مزيفة» جديدة إلى أحد المسنين. والطريف، أنه كان من الممكن أن يأتي الحكم عليها أخف لو أنها كشفت عن شخصية «المراسل»، لكن المتهمة رفضت ذلك بإصرار.