نوبات سعال وهستيريا وفوضى في محكمة ألمانية

كانت تنظر قضية يساريين واجهوا تظاهرة نازية

TT

حول فوضويون ألمان، من ذوي الميول اليسارية، إحدى محاكم مدينة كولون (غرب ألمانيا) إلى حالة «هرج ومرج» أثناء محاكمة رفاق لهم بتهمة خرق قوانين التظاهر. وقال متحدث باسم المحكمة إن القاضي اضطر لقطع الجلسة عدة مرات بسبب سلسلة «ملابسات» مريبة.

حضر الجلسة جمهور غفير من اليساريين تضامناً مع رفاقهم الذين رفعت النيابة العامة الدعوى ضدهم عام 2008 أثناء صدامات بين تظاهرة نازية وأخرى يسارية مناهضة. وبدأت سلسلة «الملابسات» العجيبة بعد بضع دقائق من افتتاح الجلسة. فقبيل قراءة محضر الدعوى، عمّت الحضور نوبة سعال جماعية مباغتة. وعندها ظن القاضي أن المنظفات المستخدمة في تنظيف القاعة قد أثارت النوبة فقطع الجلسة وطالب بتهوية القاعة.

وعاد الحضور إلى مقاعدهم بعد ساعة، وطالبت النيابة العامة في محضر الدعوى بسجن المتظاهرين بتهمة الإخلال بالأمن. وفجأة أصيبت عدة فتيات من الحضور بنوبات هستيرية وصرن يتلوّين على الأرض، فقطع القاضي الجلسة مجدداً. إلا أن الشكوك ساورت القاضي، حينئذٍ، بحقيقة هذه النوبات فطالب شرطيين بالوقوف في الباب ومراقبة الحضور.

ويقول أحد الشرطيين إن كمية كبيرة من العملات النقدية سقطت فجأة من جيب أحدهم في القاعة إلى الأرض وتعالى رنين القطع النقدية الصغيرة في كل أرجاء القاعة. وصرخ أحدهم «نقودي... نقودي» وهرع للم القطع النقدية، وشاركه الحضور في البحث واللم بعدما أزاحوا الكراسي وأحدثوا جلبة وفوضى عارمتين. ومجدداً أوقف القاضي الجلسة وطلب من الشرطيين تشخيص صاحب المال، إلا أنهما فشلا في ذلك. وقال أحدهما إن مجموع القطع النقدية قد لا يصل إلى يورو واحد.

وهنا، هدد القاضي الحضور بالطرد من القاعة بعد بدء الجلسة فعمّ القاعة الصفير والتصفيق وصيحات الاستحسان، فلم يجد القاضي بديلا من طرد الجميع. وبعدها اعتبر الحضور الحكم انتصاراً لهم لأن القاضي حكم ببراءة رفاقهم من التهمة في جلسة مغلقة.

الدعوى كانت قد رفعت ضد المتهمين في فبراير (شباط) من عام 2008 أثناء تظاهرة للنازيين الذين تجمّعوا من كل العالم ضد بناء مسجد كولون الكبير. وردّت الأحزاب اليسارية والبيئية والنقابات العمالية على النازيين بتظاهرة أكبر وأعنف تخللتها أعمال العنف.