حتى الجواسيس سيصبح لهم متحف في فيينا

يحكي قصص من عاش فيها من رجال استخبارات وعملاء أجهزة أمن

TT

حتى الجواسيس سيصير لهم متحف.. هذا ما أعلن عن إنشائه البروفسور سيغفريد بيير، الخبير الأمني السابق، وأستاذ التاريخ في جامعة غراتس النمساوية، وسيؤرخ هذا المتحف الذي سيبنى في العاصمة النمساوية فيينا ويعرض بصورة علمية تاريخ الجاسوسية.

الواقع، أن فيينا تضم حاليا أنواعا مختلفة من المتاحف، الفنية والموسيقية، والعلمية، والسياسية، والطبية، والصناعية.. ناهيك عن المتاحف الصغيرة كتلك المتخصصة بالشوكولاته والساعات وعربات الخيل، والسلاح، والقهوة، والقبعات.. وخلافه.

وبالإضافة لما تقدم فإن كل دائرة من دوائر المدينة، وعددها 23، يوجد فيها متحف خاص يحكي تاريخها، وبناء عليه، فلماذا لا تضيف المدينة لهذه القائمة الجذابة والمتنوعة والثرية من المتاحف متحفا خاصا يروي ما شهدته المدينة من حالات تجسس، ويحكي قصص من عاش فيها من جواسيس ورجال استخبارات وعملاء أجهزة أمن من مختلف الجنسيات والمؤهلات والأهداف، واختاروا المدينة لممارسة مهامهم، خصوصا إبان فترة «الحرب الباردة» مستفيدين من موقع المدينة الجغرافي والسياسي «المحايد» بين الشرق والغرب. ولا شك، أن فيينا وفرت لهؤلاء الجواسيس حياة سهلة لما يتوافر فيها من أماكن تجمع حر فيه احترام كبير للخصوصية، سواء من قبل المواطنين أو من قبل الحكومة، التي يقال إنها كانت على علم بما يدور، ونادرا ما تدخلت إلا إذا تطور الأمر إلى جريمة ومحاولات تصفية جسدية.

المتحف كما خطط له سيضم الكثير من الأفلام والكتب والصور والتماثيل، بالإضافة لآلاف الوثائق والمستندات. وحسب البروفسور بيير، فإنه سيعمد إلى العملية والجدية لإبراز الحقائق، لكنه في الوقت ذاته سيكون مشوقا لجاذبية المواضيع التي يتناولها. وكمثال، أن أول مقهى فتح في فيينا أسسه كارل فرانس كولشتسكي، الذي كرمه الإمبراطور بعد معركة فيينا عام 1683 بمنحه غنائم عظيمة كانت في حوزة الأتراك العثمانيين، وذلك لتجسّسه على الجيش العثماني، مما مكن النمساويين من إلحاق الهزيمة به، وبالتالي، إنقاذ المدينة.