يبدو أن الروائيين الفرنسيين سيخرجون في مظاهرة احتجاج، في القريب العاجل، بعدما اجتاح مهنتهم رؤساء سابقون للجمهورية والوزارات في منافسة غير مسبوقة على نشر الكتب المثيرة التي تهدف إلى تحقيق أوسع المبيعات (بيست سيلر)، والفوز بأكبر حصة من اهتمام القراء.
ففي حين أنه ما زال الجدل دائرا في الوسطين الأدبي والسياسي في فرنسا حول مقدار الحقيقة من الخيال في الرواية التي نشرها، قبل أيام، الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان، واستلهم وقائعها من حكاية حب يفترض أنها نشأت بينه وبين أميرة بريطانية تنطبق عليها أوصاف الأميرة الراحلة، ديانا سبنسر، ها هو رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان يعلن عن قرب صدور رواية بقلمه.
عنوان الرواية «الشاهد الأخير»، وستصدر عن دار نشر «بلون»، ومن المقرر أن تطرح للبيع في المكتبات في الرابع من الشهر المقبل. وجاء في تقديمها أن فكرتها نشأت من حوار دار بين مؤلفها وبين المخرج الفرنسي لوك بيسون. وهي من النوع الفلسفي الذي يتتبع مصير شجرة وحيدة نجت من حريق كوني، وهي تأخذ دور الراوية لتخبر عما رأته وعرفته من أحداث.
ومن المتوقع أن تثير الرواية اهتمام وسائل الإعلام، على غرار رواية جيسكار، نظرا لأن عنوانها يوحي بأن أحداثها لن تكون بعيدة عن النزاع المنظور أمام القضاء في باريس، حاليا، في القضية المعروفة باسم «كليرستريم». وحضر دوفيلبان المحكمة للاستماع إلى أقواله ونفي ضلوعه في الوقائع التي تخص حسابات مصرفية مزورة، خارج فرنسا، بأسماء شخصيات معروفة، بينها الرئيس نيكولا ساركوزي.