عائلة سعودية تدعي بأن «الصبي الغامض» في لندن هو ابنها

عائلتان بريطانيتان تتنازعان على بنوة الصبي الذي يزعم أنه اختطف قبل 8 أعوام

TT

ستحدد البصمة الوراثية في معامل الشرطة البريطانية خلال الأيام المقبلة شخصية صبي من اصول آسيوية، تدعي عائلة سعودية وعائلتان بريطانيتان، احداهما في برادفورد بوسط انجلترا والاخرى في مدينة بولتون انه ابنها.

وكشفت مصادر مقربة من شرطة اسكوتلنديارد ان الطفل ما زال موجودا لدى هيئة الرعاية الاجتماعية في منطقة ايسيسكس شرق لندن. وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت تقريرا في الثاني من اغسطس (آب) الجاري، وبه صورة بثتها شرطة اسكوتلنديارد لصبي قالت انه من اصول آسيوية ادعى انه اختطف، عندما كان في الخامسة من العمر، واحتجز في أحد منازل منطقة توتنهام شمال العاصمة لندن لمدة ثماني سنوات. من جهته ادعى عتيق المطيري، وهو جندي في القوات المسلحة السعودية، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان «الصبي الغامض» في لندن هو شقيقه الاصغر الذي فقدته الأسرة اثناء موسم الحج منذ ثماني سنوات. وقال المطيري ان والده في الخامسة والسبعين من العمر ووالدة الصبي (زوجة والده الثانية) في الخامسة والثلاثين من العمر، وانهما متأكدان مائة في المائة من ان هذا الصبي الذي نشرت «الشرق الأوسط» صورته بداية الشهر الجاري هو ابنهما الذي فقداه منذ ثمانية اعوام في موسم الحج على طريق الهجرة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقال المطيري ان والده على استعداد للمجيء الى لندن لمتابعة التحقيقات حول شخصية الصبي او اخذ عينات دم منه لاثبات ابوته للصبي. واشار المطيري الى ان الصورة المنشورة في «الشرق الأوسط» بداية الشهر الجاري انعشت الآمال في قلب والده ضيف الله بعد اليأس الذي دب في نفسه ونفوس العائلة منذ اكثر من ثمانية اعوام. واضاف: لقد ابلغ والدي في حينه الجهات المعنية باختفاء شقيقي، وفشلت هذه الجهات في العثور عليه، رغم استخدام الطائرات العمودية والدوريات الراجلة التي مسحت جانبي طريق الهجرة ومساحات واسعة من الصحراء المحيطة. ويقول حميد المطيري، عم الصبي المفقود، ان عائلته تقدمت الأسبوع الماضي بطلب لامارة جدة لمتابعة التحقيقات مع الجهات المسؤولة في لندن عبر السفارة السعودية في العاصمة البريطانية. واضاف: لقد كلفنا ضابطا بريطانيا من اصل عراقي متابعة التحقيقات مع شرطة اسكوتلنديارد للوقوف على مستجدات شخصية الصبي، الذي تقول اسكوتلنديارد انه يحمل الجنسية البريطانية. وكانت شرطة اسكوتلنديارد قد الغت مؤتمرا صحافيا بداية الشهر الجاري عقب نشر صورة الصبي في الصحافة العربية والاجنبية في بريطانيا، بسبب تلقيها معلومات عن هوية «الصبي الغامض» وانتمائه الى عائلة ذات اصول آسيوية من شمال انجلترا. غير ان تأخر عائلة الصبي في تسلمه او الابلاغ عن اختفائه لعدة شهور، وظهور عائلة ثانية من مدينة بولتون تدعي انه ابنها، يثيران علامات استفهام لدى الشرطة البريطانية حول حقيقة شخصية الصبي. وفيما رفضت الشرطة البريطانية كشف اسم الصبي، قالت العائلة السعودية ان اسم ابنهم الذي فقدوه قبل ثمانية اعوام، وظهر في لندن، هو عبد العزيز، وانهم متأكدون تماما من نسبته اليهم. من جهته قال حازم عباس، وهو ضابط بريطاني من اصول عراقية، ويتابع التحقيقات نيابة عن العائلة السعودية انه تلقى تأكيدات امس من المباحث الجنائية البريطانية، انهم لن يسلموا الصبي الغامض الا لعائلته الحقيقية بعد اجراء الكشف بالبصمة الوراثية. وكان ضباط اسكوتلنديارد قد شككوا في رواية الصبي منذ العثور عليه حول احتجازه لمدة 8 أعوام في منزل بشمال لندن. ولم تنجح شرطة اسكوتلنديارد طوال اربعة أشهر في كشف هوية الصبي الحقيقية او التعرف على قصته بشكل قاطع.