الشتاء المبكر يباغت النمساويين.. وتحذيرات من تدهور أكبر

كثافة الثلوج في الجبال بلغت 65 سم

TT

هبط الشتاء بكل قواه فجأة على النمسا، فباغت الجميع بدءا من عمال تنظيف وسائل التدفئة والمداخن، الذين كانوا قد شرعوا رويدا في عمليات التنظيف والتسليك، لكن عليهم الآن إكمال مهامهم وسط الأمطار والثلوج المبكرة. من جانب آخر، حذرت السلطات من أضرار بالغة قد تلحق بأسلاك التيار الكهربائي في حال تدهور الطقس أكثر، كما تتوقع هيئة الأرصاد الجوية وتحذر. بدورها حثت أندية السيارات النمساوية عملاءها من المواطنين على التعجيل بتبديل إطارات سياراتهم وتجهيزها بإطارات شتوية، بعد هبوط درجات الحرارة بصورة قوية، مسجلة 3 درجات مئوية تحت الصفر صبيحة الأمس في العاصمة فيينا، ودرجات أدنى بكثير في أقاليم أخرى مثل فورارلبرغ وسالزبورغ، التي غمرتها الثلوج، ولا سيما المناطق الجبلية منها، وكست مرتفعاتها بأكثر من 65 سم من الثلج. فارتدت الجبال حلة بيضاء من ثلج حديث السقوط، بعد أمطار غزيرة ورياح قوية.

الجدير بالذكر، أن تبديل الإطارات من صيفية إلى شتوية يعد واجبا يفرضه القانون في النمسا، خلال الفترة بين أول نوفمبر (تشرين الثاني) و15 أبريل (نيسان) من كل عام، تحت طائلة التعرض لغرامة تصل إلى 5 آلاف يورو في حالة وقوع حادث. كما أن شركات التأمين لا تغطي أي تكلفة في حال كانت السيارة مجهزة بإطارات صيفية عند وقوع حادث لها طيلة الفترة المذكورة. المسؤولون أرجعوا القدوم المبكر للشتاء إلى ظاهرة الانحباس الحراري، فقد تأثرت منطقة وسط أوروبا، بما فيها النمسا، بتغييرات جوية سريعة بصورة غير مسبوقة، إذ كانت العاصمة فيينا ـ مثلا ـ قبل أقل من أسبوع واحد تستمتع بحالة صيف دافئ وبدرجات حرارة فاقت 28 درجة مئوية، وهي درجة فوق الاعتيادية. ولكن فجأة تدنت درجات الحرارة بسرعة يومي أول من أمس وأمس، ولف البلاد برد قارس دفع المواطنين، للتدرع بالملابس الشتوية الصوفية والعازلة، من المعاطف إلى القفازات مرورا بالقبعات. وأمس نبهت هيئة الأرصاد المواطنين لأخذ الحيطة من رياح عاتية، تصل سرعتها إلى 150 كيلومترا في الساعة في أكثر من إقليم بما في ذلك العاصمة فيينا.

وقد تبلغ مستوى الأعاصير الباردة في أقاليم أخرى، منها برغنلاند والنمسا السفلى، بقوة لم تعرفها البلاد منذ 25 سنة.