سدت حزم من القش صباح أمس منافذ جادة الشانزليزيه في باريس، إحدى أشهر وأجمل جادات العالم، وأشعل عشرات المزارعين الغاضبين إطارات السيارات وعرقلوا حركة المرور، احتجاجا على تراجع عائدات العمل في قطاع الزراعة. وبذا تحولت الجادة البديعة إلى حالة من الفوضى البشعة وسط أجواء تشبه أجواء المظاهرات الكبرى، الأمر الذي يندر حصوله في هذا الموقع السياحي البارز.
«الطرق السريعة» في عدد من المدن الفرنسية الأخرى تعرّضت إلى عرقلة مماثلة بعدما لبى مئات المزارعين دعوة نقاباتهم إلى تنظيم حركة احتجاج في عموم البلاد. ولكن بما يخص الشانزليزيه نصب المحتجون الموانع، منذ السابعة صباحا، عند مدخل جادة جورج الخامس المتفرعة من الشانزليزيه، حيث تقع مجموعة من أفخم فنادق العاصمة الفرنسية وبعض أرقى دور الأزياء فيها. وبينما تصاعدت روائح المطاط المحروق لتغطّي على ما كان يرشح من عطور باريسية تباع في دكاكين المنطقة، قال داميان غريفان، رئيس نقابة المزارعين الشباب في العاصمة وضواحيها، إن «المجتمع الزراعي يعاني من الانهيار» وإن مطالبهم تتلخص في رفع أسعار المواد الأولية مثل القمح الذي يباع الكيلوغرام الواحد منه، حاليا، بتسع سنتيمات في حين تتكلف زراعته 14 سنتيما.
المحتجون طالبوا، أيضا، بتنسيق السياسات الاجتماعية على المستوى الأُوروبي، تفاديا للهدر الذي يؤدي إلى انخفاض تكاليف الإنتاج الزراعي في بعض بلدان المجموعة الأوروبية عنه في فرنسا.