طفل يهدد نظام المساعدات الاجتماعية في ألمانيا

عائلته تعاني من فقر مدقع

TT

حسب الطفل الألماني توبي (9 سنوات) أن ما يتبقى له من إعانات البطالة، التي يتلقاها والده، لشراء هدية يلعب بها لا يزيد على 60 سنتا في الشهر، ولهذا السبب رفع دعوى قضائية إلى المحكمة الدستورية في ألمانيا ضد «قانون إعانات البطالة (هارتس4)» الذي سبق أن أقرته حكومة المستشار غيرهارد شرودر الاشتراكية السابقة.

توبي يقول إن والده عاجز عن شراء «كرة جيلاتي» واحدة له بسبب حالة الإملاق التي تعيشها العائلة. واضطر والده لأن يحضر له زوج أحذية من مخازن المنظمة الكنسية الخيرية «كاريتاس» بعدما بلي حذاؤه. ويضيف الطفل أن حالة الفقر المدقع التي تعيشها العائلة ما عادت تسمح له بزيارة المسبح، كما تتعذر عليه السباحة مع رفاق صفه بالمدرسة لأن على أمه دفع بدل دخول كي ترافقه وتحافظ عليه.

والواقع أن الأب يواخيم يواجه صعوبة بالغة في إطعام عائلته المكونة من زوجته كارتين وأطفاله الثلاثة شارون (12 سنة) وتوبي (9 سنوات) وجيرمي (سنتان). وحسب قانون «هارتس 4»، الذي أقرته حكومة شرودر ليس من حق يواخيم، العامل السابق في أحد مخازن الشركات، الحصول على أكثر من 757 يورو في الشهر. وفي معرض شكواه يقول يواخيم إنه وزوجته يكتفيان بالسباغيتي والمكرونة بصلصة الطماطم فقط كي يستطيعا إشباع أطفالهما.

في المقابل تقدر وزارة التربية الألمانية أن الأطفال يحتاجون شهريا، حسب تقدم عمرهم، بين 60 و80% من حاجة البالغين. ولما كانت الوزارة تقدر معدل حاجة الطفل لكي ينمو ويترعرع بشكل سليم، إلى 400 يورو شهريا، فهذا يعني أن على توبي أن يستهلك بمفرده 60% من مرتب أبيه ليلبي جزءا من حاجاته.

وعليه، تنظر المحكمة الدستورية في دعوى توبي، بينما يتناقش اليمين والوسط الفائز بالانتخابات العامة الأخيرة حول تخصيص 1.6 مليار يورو إضافي لدعم جهود العائلات في تربية الأطفال، ويرى معهد الدراسات الاجتماعية في جامعة بون أن الحكومة بحاجة إلى تخصيص مبلغ 12 مليار يورو كي تنهض بهذه المهمة.

أما المحامي مارتن رويشر، الذي يمثل الطفل توبي، فيري أن حظ توبي في كسب المعركة ضد القوانين الألمانية «أكثر من جيد»، خاصة أن مخصصات الأطفال الحالية تبقي للطفل 3.42 يورو في اليوم للطعام والملبس والمدرسة والرياضة ومصروف الجيب... إلخ