يواصل سكان فيينا، للأسبوع الثاني على التوالي، التدفق بالعشرات، والتجمع أمام سلسلة محلات سوبر ماركت «بني» المعروفة بأسعارها الرخيصة، مقارنة بالمحلات الأخرى في مختلف المدن النمساوية. ويبدو المشهد مألوفا لمن يتذكر مشاهد التنزيلات الموسمية على مختلف أنواع البضائع التي يمكن شراؤها من هذا السوبر ماركت، وتهافت الناس على الشراء، وإن كان بعضهم قد جاء للتبضع مستغلا رخص الأسعار، إلا أن الأمر على خلاف ذلك تماما، فالأغلبية التي تزاحمت اليوم، كما في الأيام الماضية، جاءت لتلقي نظرة على تذاكر سفر لرحلات إلى الفضاء الخارجي تبلغ قيمتها للمسافر الفرد 209 آلاف يورو. وقد طرحتها سلسلة محلات سوبر ماركت «بني» ضمن حملة جديدة لتسويق تذاكر سفر إلى مختلف أنحاء أوروبا لا تزيد قيمتها على 29 يورو للرحلة. وقد لفت المعلنون أنظار زبائنهم إلى أن الرحلات المقررة إلى الفضاء الخارجي ستبدأ عام 2011 بالتنسيق بين إدارة محال «بني» الألمانية المنشأ وشركة طيران أميركية متخصصة مقرها أوكلاهوما.
السفر عبر الفضاء الخارجي وإليه لا يتطلب أكثر من دفع ثمن التذكرة، الذي يشمل تكاليف رحلة تستغرق ساعة كاملة، من لحظة الإقلاع حتى لحظة الهبوط، إضافة إلى دقائق معدودة تستغرقها عملية الانطلاق نفسها وكذلك التحضير والاستعداد لمرحلة الدخول في حالة انعدام الوزن. كما يغطي المبلغ المدفوع أتعاب وأجور التدريبات الخاصة بالرحلة وإعداد المسافر لها. ويتضمن ذلك تمارين خاصة على الحركة خارج مجال الجاذبية الأرضية بالإضافة إلى مصروفات حفل صغير يقام ترحيبا بالمسافرين. أما بالنسبة للحالة الصحية للمسافر، فالعرض كريم ومتطلباته مقدور عليها، فقط أن لا يكون شاري البطاقة مصابا بمرض الربو، و«فوبيا» الطيران، وألا يكون معاقا حركيا. ستقوم بالرحلات في حينها، طائرات صغيرة خاصة، بها جناح للمسافرين يتسع لتسعة مقاعد، وتعمل بمحركين، أحدهما صاروخي والآخر نفاث. وهكذا أصبح مألوفا أن تجد البعض يغادر أحد متاجر «بني» يحمل حليبا وخبزا، وربما حلما بالسفر إلى الفضاء ابتاع لتحقيقه تذكرة منذ الآن.