ألمانيا: أول روضة أطفال لا تطلق ثاني أكسيد الكربون في العالم

إنجاز رائد على طريق مكافحة الغازات الدفيئة

TT

لا يبعد حي مونهايم بمدينة كولون الألمانية سوى كيلومترات قليلة عن مقر شركة «باير» الألمانية العالمية لصناعة الأدوية والكيماويات في مدينة ليفركوزن، ولذلك اختير لبناء أول روضة أطفال بيئية في العالم لا تنبعث منها أي ذرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، المسبب الرئيسي لظاهرة الانحباس الحراري.

الدكتور ريتشارد بوت، من مجلس إدارة شركة «باير»، التي تعد أحد عمالقة الصناعة الكيماوية في العالم، أوضح أن مبنى الروضة يأتي في سلسلة مبان تبنيها شركة «باير كورب ساينس»، بالتعاون مع شركات بناء متعددة، بهدف توجيه عملية البناء في ألمانيا مستقبلا باتجاه حماية البيئة. ويرمي المشروع إلى بناء المكاتب والمصانع والمدارس التي لا تنبعث منها الغازات الدفيئة إطلاقا. وعن الأطفال الذين ستضمهم الروضة، قال بوت إنهم سيكونون في البداية من أبناء العاملين في «باير كورب ساينس» التابعة لشركة «باير». وترمي الشركة إلى توفير شروط عمل أفضل لموظفيها وعمالها في المشروع الذي يدمج بين الناحية الاجتماعية والعلمية.

يعتمد المبنى على ماء جوف الأرض الساخن في تدفئة المبنى شتاء وتبريده صيفا، وتعمل كل الأجهزة فيه بواسطة قوة كهربائية مستمدة من أشعة الشمس. وقد استخدم المهندسون خلايا ضوئية ذات كفاءة عالية تحوّل معظم نور الشمس الساقط عليها إلى تيار كهربائي. وهذا يعني أن أفران الطبخ والغلايات وسائر الأجهزة المطبخية تعمل بالطاقة الشمسية. هذا، وكشفت شركة «باير» عن مشروع مشترك مع معهد ماكس بلانك الألماني لتطوير إضاءة مرورية قادرة على تحييد غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من السيارات. وذكر بوت أن المشروع يقلّص استهلاك الكهرباء في الشوارع، ويحرّر البيئة من الغازات الضارة، ويحسّن نظرة العالم إلى السيارة التي يعتبرها حماة البيئة الملوث الأول للجو.

وسينتقل مهندسو باير إلى الهند لبناء أولى المدارس البيئية في عاصمتها نيودلهي، كما أن ثمة اتفاقا أوليا مع ناميبيا (جنوب غربي أفريقيا) لبناء سلسلة رياض أطفال مماثلة. ونال المشروع دعم وزارتي البيئة والتربية والتعليم في ولاية الراين الشمالي وويستفاليا، حيث المقر الرئيسي لباير.