مواقع الإنترنت الفرنسية تسخر من وجود ساركوزي في كل مكان

بعد أن زعم بأنه كان في برلين يوم سقوط الجدار

ساركوزي يتصدر لاعبي المنتخب الفرنسي في المونديال («الشرق الأوسط»)
TT

لم تمر مرور الكرام رواية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي نشرها، الاثنين الماضي، في موقع «فيس بوك» وزعم فيها أنه سافر إلى برلين، قبل عشرين عاما، وشارك مع الحشود الألمانية في ضرب الجدار الذي شطر المدينة إلى شطرين بالمعاول، وساهم في سقوطه. وتمتلئ المواقع الإلكترونية الفرنسية، منذ يومين، بالصور المفبركة التي تضع ساركوزي في قلب عدد من أبرز الأحداث التي غيرت وجه القرن العشرين.

وإذا كان المعترضون على كلام الرئيس قد شككوا في التاريخ الحقيقي الذي وصل فيه إلى العاصمة الألمانية، وأنه لم يكن في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني)، يوم سقوط جدار برلين، بل بعده بأيام، فإن روح الفكاهة وصلت بالساخرين الجدد إلى حد تحريف الصورة التاريخية لنزول أول إنسان على سطح القمر واستبدال صورة رائد الفضاء الأميركي آرمسترونغ بصورة ساركوزي وهو يزرع علم بلاده في تربة القمر.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل راح متصفحو الشبكة الإلكترونية ينسجون على منوال الصورة التي نشرها الرئيس وهو يحفر بآلة ما جدار برلين، فإذا بساركوزي يرتدي، تارة، بزة جندي أميركي من الحرب العالمية الأُولى ويشارك في الإنزال الذي قام به الحلفاء على شاطئ النورماندي الفرنسي، وتارة أخرى نرى ساركوزي وهو يتقدم المنتخب الفرنسي لكرة القدم ويسير أمام زين الدين زيدان داخلا إلى استاد «دو فرانس» حيث جرت المباراة النهائية التي فازت فيها فرنسا بمونديال 1998. وهناك صورة فرنسية شهيرة، اُلتقطت في خمسينات القرن الماضي لعاشقين في ساحة مبنى البلدية في باريس، فإذا بـ «عفاريت الإنترنت» يزجون بالرئيس الفرنسي بين المارة، خلف العاشقين تماما.

وما دام أن القانون لا يعاقب على تهمة ممازحة رئيس الجمهورية، فقد ارتفعت حمى المنافسة وبلغت حد الزج بساركوزي بين الزعماء روزفلت وتشرشل وستالين في الصورة التاريخية لهم أثناء توقيع معاهدة يالطا. كما شاهدناه يوقع قرار الهدنة الذي وضع حدا للحرب العالمية الأولى في خريف 1918، بل ويشارك في تحطيم سجن الباستيل أثناء الثورة الفرنسية، في الرابع عشر من يوليو (تموز) 1789. ووصلت المخيلة ببعضهم إلى الصين، فإذا بالرئيس الفرنسي يقف متصديا بشجاعة للدبابة التي تتقدم نحوه في ساحة «تيان آن مين» في بكين، أثناء انتفاضة الطلبة. كما رأيناه واقفا على الرصيف بين مستقبلي الرئيس الأميركي جون كنيدي في دالاس، لحظة انطلاق الرصاصات التي اغتالته وهو في سيارته المكشوفة عام 1963.