سيغولين روايال تتحدى وزير التربية الفرنسي وتوزع «شيكات منع الحمل» على الطالبات

في بادرة محلية لمحاربة الولادات المبكرة في صفوف القاصرات

TT

أثارت سيغولين روايال، المرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسة في فرنسا، غضب وزير التربية الفرنسي لوك شاتيل، أمس، بعدما أعلنت أنها ستوزع على طالبات المدارس الثانوية في مقاطعة بواتو شارانت شيكات لشراء وسائل منع الحمل. وترأس روايال المجلس المحلي لهذه المنطقة، الواقعة في غرب فرنسا، وهي قد اتخذت قرارها في تحد علني لاعتراض وزارة التربية على الفكرة. روايال قالت في حديث لراديو «مونت كارلو» إنها تهدف من وراء هذه الشيكات، التي ستوزع في دفاتر، محاربة الحمل المبكر للفتيات. وأضافت أن الدفاتر ستصل إلى الممرضات العاملات في المدارس مع بداية الأسبوع المقبل تمهيدا لتوزيعها على الطالبات. ويتألف كل دفتر من أربعة شيكات، يسمح الأول للطالبة بإجراء فحص طبي مجاني، والثاني لشراء حبوب منع الحمل أو غيرها من وسائل الوقاية، ويتيح الشيك الثالث بإجراء تحليل في مختبر طبي، بينما يؤمن الأخير نفقات مراجعة الطبيب لفحص دوري للمراقبة. ويأتي الإجراء بعد تزايد حالات الحمل غير المرغوب فيه، والولادة في صفوف الفتيات القاصرات وغير المتزوجات، وما ينجم عنهما من مشكلات صحية واجتماعية. و«السبب ـ حسب روايال ـ الجهل وتوتر العلاقة مع العائلة، خصوصا في الطبقات الفقيرة». فغالبا ما تجد الفتاة نفسها وحيدة إزاء مشكلتها، وعاجزة عن تدبير نفقات الوقاية المبكرة من الحمل. كما أعادت روايال التذكير بأن لدى الممرضات في المدارس صلاحية توزيع الجيل الجديد من الحبوب المانعة للحمل، أو ما يسمى بـ«حبة اليوم التالي»، كنوع من نجدة الفتيات العاجزات عن تحمل مسؤولية الأمومة قبل الأوان. أما وزير التربية فيرى أنه ليس من واجبات وزارته التدخل في قضايا تنظيم الأسرة. كما يرى أن أجهزة وزارة الصحة هي الوحيدة المخولة بصرف وسائل منع الحمل للقاصرين، مع ضرورة الرجوع لرأي الأهل، وهو موقف اعتبرته سيغولين «داعيا للأسف». وأضافت أنها كانت تتوقع من الوزير تشجيع مبادرتها واعتبارها نموذجية، وأن يدعو بالتالي لتعميمها على كل المدارس الثانوية التابعة لوزارته.

يذكر أن روايال أخذت قرارها بعد موافقة جميع ممثلي المجالس المحلية في منطقتها عليه، سواء من كان منتخبا في قوائم اليمين أو اليسار، وبالتشاور مع أجهزة تنظيم الأسرة وخبراء الصحة وجمعيات أولياء أمور الطلبة.