ألهبت معلمة غير متخصصة خيال تلاميذ مدرسة في جنوب القاهرة، بعدما قالت لهم إنه تم اكتشاف حياة ومخلوقات فضائية على كوكب المريخ، وأن هذه المخلوقات ذات اللون الأخضر في طريقها لزيارة الأرض في أطباق طائرة.
وأحالت المعلمة التلاميذ، وغالبيتهم في الصف الرابع الابتدائي، لمتابعة أخبار المخلوقات الخضراء الغريبة، من خلال نقر كلمتي «مخلوقات فضائية بالمريخ» على محرك البحث جوجل.
وتقول ولية أمر تلميذة تدعى مريم، من سكان شارع العمدة، القريب من كورنيش المعادي، إن ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات، وابنها البالغ من العمر 7 سنوات، عادا الأسبوع الماضي من مدرستهما، وهي مدرسة خاصة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وأنهيا فروضهما المدرسية على عجل، وجلسا على الحاسوب لتقصي أخبار «كائنات فضائية تعيش على المريخ». وتابعت الأم، وهي صحافية في صحيفة مصرية أسبوعية، قائلة إنها اكتشفت أيضا أن ابنتها وابنها يستيقظان ليلا، ويجلسان في شرفة غرفتهما التي تقع في شقة بالطابق العاشر، ويحدقان في السماء، انتظارا لزيارة هذه المخلوقات «التي لا أصدق أنها موجودة أصلا». لكن الأم اعترفت أيضا أنها بعد أن دخلت في جدل مع ابنتها وابنها، حول هذا الموضوع، بدأت تفكر في أنه ربما تم اكتشاف مخلوقات فضائية بالمريخ بالفعل، خاصة أن طفليها كانا يدافعان عما شرحته لهما المعلمة.
واتصلت الأم بجارات لها، من أولياء أمور تلاميذ في عدة مدارس مجاورة، وأخبرها عدد منهم أن أطفالهم أصبحوا يعتقدون أن كائنات فضائية خضراء اللون ستزور الأرض قريبا، بعد اكتشاف علماء أميركيين لها على كوكب المريخ.
وقالت الأم لـ«الشرق الأوسط»، إنها قلّبت في عدة محطات إخبارية على القنوات الفضائية، وبحثت على الإنترنت، ولم تجد أي شيء جدي أو حقيقي حول المخلوقات الفضائية، فتوجهت إلى المعلمة، التي قالت إنها استقت معلوماتها من مواقع على الإنترنت. وبعد أن أجرت الإدارة القانونية بالمدرسة، الواقعة في شارع الجسر البراني بجنوب القاهرة، تحقيقا مع المعلمة، اكتشفت أنها «غير متخصصة»، وتم توجيه اللوم لها، وإعادتها لعملها الأصلي في طاقم السكرتارية بالمدرسة. وقال مسؤول بالمدرسة إنه تم الاستعانة بها عن طريق الخطأ، لمدة ثلاثة أيام، أثناء محاولة لسد النقص في عدد المعلمين المتغيبين عن العمل. واكتشفت المدرسة أن مواقع الإنترنت التي اعتمدت عليها المعلمة غير المتخصصة، تعود لمنتديات دردشة، كانت ضخمت من نتائج رحلة قام بها مسبار ناسا الفضائي الأميركي «سبيريت»، لكوكب المريخ أخيرا، ونقل صورا عليها ظلال تشبه كائنات فضائية على المريخ.