نمساوي يعتصم في كنيسة القرية ويمنع أهلها من الدخول

أبناء الرعية يرفضون تدخل الشرطة ويؤدون صلواتهم في البرد لتعاطفهم معه

TT

المصلون بكنيسة «العذراء» الصغيرة الواقعة في أطراف مدينة ايزن اشتات، عاصمة إقليم بورقندلاند شرق النمسا، أكدوا استعدادهم إقامة القداس هذا الصباح في الميدان المفتوح أمام كنيستهم رغم البرد القارس والمطر. وقالوا إنهم لن يشتكوا لقوات الشرطة لتقوم بمهمة إخراج رجل من مواطني القرية أقدم على احتلال الكنيسة منذ 5 أيام معتصما بداخلها وممتنعا عن مغادرتها أو السماح لأي من رجالها بالدخول للحديث معه وإقناعه بالخروج حتى يتمكن المصلون من أداء صلواتهم وزيارة كنيستهم.

ومن جانبها اكتفت قوات الشرطة بالمنطقة بمراقبة الموقف من على بعد، مؤكدة أنها لن تهاجم الكنيسة ولن تقتحمها ما لم تتسلم بلاغ رسمي من القس المسؤول عن الكنيسة يطلب منها ذلك، مشيرة إلى أنها ستكتفي بالمراقبة طالما ظل المسؤولون عن الكنيسة يصرون أن المعتصم ليس في كامل قواه العقلية، وأنه قد لجأ للاحتماء ببيت من بيوت الله دون أن يتسبب في أذى أو ضرر لأحد، وعليه فإن تعاليم دينهم المسيحي الذي وهبوا حياتهم من أجله ولخدمته لن تغفر لهم إذا ما تسببوا في طرد ذلك الإنسان الفقير، خاصة أن أهل البلدة لم يشتكوا أو يتضرروا بل يبدون تعاطفا كبيرا مع المعتصم ومع ظروفه النفسية التي وفرت له إحساسا بالراحة داخل الكنيسة. وقالوا إن الدليل على ذلك تفضيله المبيت بداخلها رغم برودتها بسبب عدم تدفئتها كجزء من سياسة الحد من المصروفات، رغم أن بإمكان الرجل اللجوء لأي منزل من منازل البلدية التي تأوي عادة المشردين وتوفر لهم طعاما.