الشرطة الكرواتية في خدمة الشعب.. ومكتباته العامة

TT

لم يجد مسؤولون في إحدى المكتبات العامة بكرواتيا طريقة أنجع من الاستعانة بالشرطة لاستعادة مئات الكتب التي كانت قد استعيرت ولم تُعَد.

ففي حديث صحافي لصحيفة «غوتارنيغك» الكرواتية اليومية حكى مدير مكتبة فران غالوفييك بمدينة كوبرفنيكا كيف أن المكتبة أوشكت أن تغلق أبوابها لانعدام التزام القراء بإعادة ما يستعيرون من كتب تظل في حوزتهم لشهور، بل سنوات.. وذلك، رغم تنبيههم بشتى الوسائل لانتهاء المدة المحددة وتذكيرهم بضرورة إعادة ما استعاروه ليتمكنوا ـ على الأقل ـ من تجديد التعامل.. دون فائدة.

وعلى أساس أن «آخر العلاج الكي» بعد استنفاد كل الطرق المعتمدة وفقا لنظم التعامل مع المكتبات العامة وأتت فريق من العاملين فكرة الاستعانة بالشرطة. وحقا، بعد بحث دقيق في قائمة أسماء المشتركين في خدمات المكتبة اختير من بينها عدد من رجال الشرطة المولعين بالقراءة. وبلا تردّد رحب هؤلاء بالمساعدة وبكل أدب وحزم عبر طرق أبواب كل من استلف ولو كتابا واحدا ولم يبادر لإرجاعه للمكتبة وهي الأكبر في المدينة.

تجربة استعادة الكتب عن طريق حزم الشرطة وهيبتها كانت ناجحة جدا، بيد أن الطريف في الموضوع هو اتضاح أن معظم المستعيرين المتخلفين عن إعادة ما بحوزتهم من كتب لم يتخلفوا بسبب الكسل أو النسيان، بل بسبب رغبة خفية دفعتهم للاحتفاظ بها، ولو كان الثمن تعذّر الاستمرار في الاستعارة مرة أخرى.