تصديا لحالة من الوفاء تجاوزت حدود المعقول، وخالفت القانون، أمرت السلطات المحلية بإقليم كوانغ نام في فيتنام مزارعا بدفن رفات زوجته المتوفاة بعدما تبين أنه سحب هيكلها العظمي من قبرها وغطاه بالجبس ووضعه في سرير قرب سريره داخل بيته لمدة خمس سنوات. وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن صحيفة «ثانه ناين» الفيتنامية التي نشرت هذا الخبر الغريب، أن الرجل، واسمه لي فان (50 سنة)، وهو مزارع من قرية «ها لام» في ثانغ بنه بالإقليم، سحب بقايا زوجته من قبرها في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2004 بعد 20 شهرا من وفاتها. وكان حسب المصادر المحلية قد لجأ إلى هذا «الحل» بعدما نام بجوار القبر كل ليلة كان الطقس فيها صافيا، ولكن عندما بدأت الليالي الممطرة اتخذ قراره بإحضار الرفات إلى البيت. وبحسب «فان»، تملك جيرانه الخوف في بادئ الأمر فتحاشوا زيارته في بيته، لكنهم اعتبروا الوضع «طبيعيا» بعد مرور بضع سنوات.
من ناحية ثانية، علم أن السلطات المحلية لم تعلم بالأمر حتى نشرته وسائل الإعلام المحلية في المنطقة الأسبوع الماضي. واستخدم طبيب عسكري الأشعة السينية (أشعة إكس) يوم أول من أمس، الاثنين، للتحقق من أن تمثال الجبس يحوي حقا عظاما بشرية. وجاء قرار الطبيب أن «فان» انتهك القوانين البيئية، وأن السلطات المحلية قد تطلب منه دفن رفات زوجته. مع العلم أن التقاليد في فيتنام تقضي بدفن الأموات في قبور بعيدة عن المناطق السكنية. مع هذا، لا يعتقد البعض أن الرجل ارتكب أي مخالفة ضد القانون، وأضاف أحدهم: «أنا أقدره، لأن ما فعله ينم عن أنه مخلص لزوجته.. وما عاد يوجد إلا قلة قليلة من أمثال هذا الرجل هذه الأيام».