بعدما عاصر عشرة حكام لمصر.. توفى «الجد شرقاوي» وغادر الدنيا عن عمر يناهز 136 عاما.. ربما لم يحمل الجد شرقاوي أوراقا ثبوتية في حياته تؤكد ميلاده سنة 1873، لكنه بالقطع ذهب إلى الآخرة بشهادة وفاة تثبت موته.. ولم يتمكن من دخول موسوعة الأرقام القياسية (غينيس) كأكبر معمر في العالم، لكنه يستحق اللقب كأول مصري في العصر الحديث يشهد هذا العدد الكبير من الحكام.
وحرص كبار أعيان محافظة قنا على المشاركة في جنازة الجد المعمر التي حضرها 120 من أحفاده.
ولد شرقاوي في قرية (نجع العبابدة) بمحافظة قنا في صعيد مصر.. في عهد الخديوي إسماعيل، وشهد «هوجة» أحمد عرابي، وثورة 1919. كما شهد تحول مصر من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري في خمسينات القرن الماضي قبل أن يتم القرن في عام نصر أكتوبر (تشرين الأول) 1973.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، تمتع شرقاوي طوال حياته بصحة جيدة حتى أنه ظل يمارس عاداته القديمة بـ«شرب السمن البلدي على الريق.. أي قبل تناول أي شيء»، رافضا أن يقرب الأدوية، أو يشاهد التلفزيون كما ظل حتى أيامه الأخيرة مصرا على إمساك فأس الزراعة ليعمل بها في الحقل جنبا إلى جنب مع أبنائه وأحفاده.
ورغم معاصرته هذا العدد من الحكام فإنه لم يلتق إلا بواحد منهم فقط، حيث يتحدث أحفاده عن حكاية لقائه بالملك فاروق، حين كان الجد شرقاوي واحدا من عمال بناء سجن ليمان طرة (جنوب القاهرة).. وفوجئ بالملك يقف أمامه بينما كان يتفقد أعمال البناء، لكنها لم تكن واقعة سعيدة على أي حال إذ تهكم ملك مصر على مظهره، غير أنها أصبحت بعد سنوات ذكرى سعيدة يقصها على 120 من أحفاده الذين شيعوه الخميس الماضي.