هولندا: جدل حول تعرض أطفال للضرب أثناء حصص تحفيظ القرآن

إمام المسجد نفى الواقعة

TT

«هذا أسلوب مرفوض والإسلام ضد هذه الأمور، بل ويأمر بمعاملة كريمة للأطفال، والرسول عليه الصلاة والسلام خير مثل يحتذى في هذا الصدد». هذا ما جاء على لسان الشيخ محمد التمامي إمام وخطيب أحد المساجد في هولندا، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس، خلال تعليق له على ما نشرته وسائل الإعلام الهولندية أمس، من رصد السلطات الهولندية لوقائع تظهر تعرض أطفال للضرب أثناء حضورهم لحصص تحفيظ القرآن في مساجد بالبلاد. وتم تحرير محاضر في لاهاي بتهمة الإساءة للأطفال في 49 حالة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة «دي فولكسكرانت» الصادرة أمس. وأضاف التقرير أن الفحوص الروتينية التي تجريها الهيئات الصحية على الأطفال في عمر العاشرة، رصدت وجود بقع زرقاء وآثار ضرب على أجسام كثير من الأطفال، الذين يشاركون في حصص لحفظ القرآن. وكان نحو نصف هذه الحالات تقريبا لأطفال يحفظون القرآن في مسجد معين نفى إمامه هذه الاتهامات وطالب السلطات بتقديم أدلة واضحة على هذه المزاعم. وأكد «مصدر من الجالية المغربية في هولندا» لم تكشف الصحيفة عنه أن الأطفال «غالبا ما يتعرضون للضرب العنيف» أثناء حصص تحفيظ القرآن، بيد أن هذه المسألة يصعب إثباتها، خاصة أن الآباء والأمهات لا يتجرأون عادة على الحديث عن هذا الأمر علانية. وقال مصدر في إحدى الهيئات المسؤولة عن الصحة: «آن الأوان للتدخل». وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» يقول الشيخ التمامي الذي عمل لفترة من الوقت في مسجد بارنسيلد القريبة من مدينة أوترخت الهولندية: «لا يجوز للمعلم أن يضرب الطفل، وإنما بالليونة والمعاملة الطيبة يستطيع توصيل المعلومة، ونحن نندد باستخدام الضرب، بل ونقوم بإبلاغ الجهات المعنية إذا حدث أي اعتداء على طفل»، وأشار إلى أن «الأمور ليست بهذا الحجم الذي تحاول وسائل الإعلام إظهاره، بل هناك قلة قليلة من الأشخاص تنتهج أسلوبا فيه بعض الصرامة واللجوء إلى الضرب غير المبرح في بعض الأحيان، وأذكر أنني أثناء إدارة أحد المعاهد الإسلامية الملحقة بمسجد في بارنسيلد، حدث أن اشتكى أب أو اثنين على الأكثر، من تعرض التلميذ للضرب على يد مدرس تحفيظ القرآن، وهدد الأب باللجوء إلى الشرطة، ولكن استدعينا المدرس الذي قال إنه يعاني من تصرفات الأطفال داخل الفصل الدراسي وإنهم لا يلتزمون، ولكنه في الوقت نفسه تعهد بعدم تكرار ما حدث، وبالفعل لم تتكرر مثل هذه الشكاوى، خاصة أن الجميع هنا يعلم، أن الأمر سينتهي إلى الشرطة والسجن، وسبق أن صدر حكم بسجن أحد المعلمين ضرب تلميذا في مدرسة بإحدى المدن الهولندية».