وليام.. «الأمير المتشرد»

ولي عهد ولي العهد البريطاني يفترش شوارع لندن في ليلة درجة حرارتها تحت الصفر

TT

قد يكون هذا تأثير والدته الأميرة الراحلة ديانا عليه، إذ كانت تصطحبه معها وهو طفل إلى دور رعاية المسنين والمشردين. وأمس قام الأمير وليام، ابن ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز حفيد الملكة إليزابيث الثانية الذي يأتي ترتيبه في المنزلة الثالثة للتربع على عرش بريطانيا، بخوض تجربة التشرد مباشرة وبنفسه، وبذلك يكون قد تقدم خطوة على والدته في هذا النوع من الأعمال الخيرية. هي تضامنت معهم، وهو شاركهم معاناتهم. أراد الأمير وليام، الذي أصبح راعيا لمؤسسة «سنتر بوينت» لرعاية المشردين في وسط لندن بعد سنوات من زيارة المكان سرا مع والدته، أن يجرب بنفسه هذه الحياة القاسية التي تفرضها أحيانا ظروف المعيشة على البعض، وأن يقضي ليلة نائما في شوارع العاصمة التي تغطيها الثلوج رغم حالة الطقس التي وصلت إلى عدة درجات تحت الصفر، للتعرف بنفسه على ما يواجهه الآخرون.

الأمير التحف غطاء خفيفا يستخدمه الناس عندما ينامون في الهواء الطلق خلال التنزه وفرش أرضه بالكرتون في مدخل أحد المكاتب الفاخرة في حي لندن المالي. وقال جيمي لوثر بينكرتون المتحدث باسم الأمير إنه تمكن من سرقة قسط بسيط من النوم خلال ليلة باردة جدا شاركه فيها الرئيس التنفيذي لمؤسسة «سنتر بوينت» سايي أوباكين، مضيفا: «لقد تجمدت أجسامهم مع طلوع الفجر». بالنسبة إلى الأمير فقد كان هدفه هو الترويج لأعمال المؤسسة الخيرية وكذلك التعرف على حقيقة حياة التشرد. وقال الأمير: «بعد ليلة واحد من النوم في الشارع أصبح من الصعب جدا عليّ ليس فقط التشرد ولو ليلية واحدة وإنما حتى التفكير في النوم ليلة تلو الأخرى في مثل هذه الظروف». وقال إن المؤسسة وغيرها من المنظمات الخيرية التي تُعنى بشؤون المشردين تقوم بنشاطات لمعالجة مشكلات التشرد الناتجة عن الفقر والإدمان على الكحول والمخدرات والأمراض العقلية أو الانهيار الذي تواجهه بعض العائلات، وغيرها من المشكلات.

وقال سايي أوباكين: «بالنسبة إلي فقد كانت تجربة مخيفة ومتعبة. لقد تركت سريري المريح، وكذلك كان الحال بالنسبة إلى الأمير الذي كان مصرّا على خوض التجربة».