شركة مصرية تروج لنشاطها على عملات مقلدة

تغري العابرين بالتقاطها عن الأرض

TT

تزاحم عشرات الأفراد على التقاط عملات ورقية من فئة العشرين جنيها ملقاة على الأرض بجوار محطة مترو شبرا الخيمة في القاهرة، وبعد جمع العشرات منها غرق الجميع في نوبة ضحك هستيري، ثم ألقوها مرة أخرى على الأرض، لكن الزحام تكرر مرة أخرى ومعه مشهد التسابق ثم الضحك، وبالتقاط إحدى العملات تم حل اللغز، فلم تكن الورقة سوى دعاية لشركة تخطيط عمراني، غلافها مرسوم بدقة على هيئة عشرين جنيها، بنفس تفاصيلها وخطوطها الكوفية، لكن الكلمات مختلفة، حيث دون على الغلاف الذي تتوسطه صورة لمسجد محمد علي التاريخي بقلعة صلاح الدين، تفاصيل إعلان عن أراض بمنطقة حلوان، بأقساط على 60 شهرا، وقسط المتر 1.5 جنيه شهريا.

وعلى الوجه الآخر للورقة دونت تفاصيل أكثر، وتخلى الإعلان فيها عن شكل العملة الورقية فظهرت جملا طولية وعرضية، تعدد مميزات الأراضي المعلن عنها، من حيث وجود مستندات رسمية تؤكد الملكية وتتيح التسجيل فور التعاقد، إضافة إلى قربها من منطقة حلوان وتمتع قطع الأراضي بالمرافق الحيوية، والمدارس، كما احتوى هذا الوجه على أرقام هواتف الاستعلام وعنوان الشركة، ومواعيد العمل وتلقي المكالمات.

وقال مسؤول التسويق في الشركة إنهم فكروا في تلك الحيلة لأن أوراق الدعاية اليدوية في مصر لا يلتفت إليها أحد، ويسارع الناس بإلقائها في سلة المهملات أو في عرض الشارع، لكن أن يفاجأ المستهلك بوجود من يوزع عليه نقودا لابد أن يسارع باختطافها، وبعد أن يدقق فيها لتغير ملمسها عن النقود الحقيقية، أو رؤية الوجه الآخر منها، سيتحقق الغرض ويقرأ الإعلان، بل سيثير ذلك ابتسامة، والفكاهة مدخل مهم للإعلان.

ولفت المسؤول إلى أنه حتى إذا فكر من قرأ الورقة في إلقائها في الشارع مرة أخرى، سيلمحها غيره، وسيقبل عليها ظنا منه أنها أموال، ثم يمر بالتجربة ذاتها.

ونفى المسؤول وقوع الشركة تحت أي مساءلة قانونية، لأن الورقة إعلان، ووجها الثاني مختلف تماما عن النقود، وكلماتها أيضا، ولا يمكن بحسب رأيه اعتبارها أموالا مزورة.