إسبانيا تمنح اللجوء لمهاجر غير شرعي بسبب لونه الأبيض

لاحتمال تعرضه للخطر في بلده الأفريقي مالي

TT

بعد تسعة أشهر من جهود المنظمات الإنسانية الاسبانية والأجنبية حصل المهاجر أ. ك. (22 عاما) رسميا على حق اللجوء لسبب اعتبره كثيرون غريبا، وهو أن لون بشرته أبيض لكونه أمهق، أي أن لونه الأصلي أسود لكن بشرته بيضاء. وقد عللت الدوائر الرسمية سبب منحها اللجوء له وذلك لاحتمال تعرضه للخطر في بلاده. وظاهرة لون البشرة الأبيض بين من هم من اللون الأسود عند بعض القبائل في أفريقيا تثير مشاكل كثيرة، وذلك بسبب التقاليد والاعتقادات السائدة عندهم، مما يجعل الشخص المصاب بهذه الظاهرة، عرضة للاستهزاء أو السخرية والنظرة الدونية، وقد تصل إلى حد القتل، وذلك لاعتقاد البعض بأن أعضاءه يمكن الاستفادة منها في بعض الشعائر هناك. وكان أ. ك. قد ترك وطنه، مالي، متجها إلى موريتانيا، ومن هناك أبحر في قارب يقل مهاجرين غير شرعيين نحو جزر الكناري، وبعد مصاعب ومعاناة طويلة وصل إلى جزيرة لانثاروتي، يوم 29 مارس (آذار) الماضي، وهناك تقدم للحصول على حق اللجوء، لكون لون بشرته أبيض وهو من الجنس الأسود، وكان هذا الطلب غريبا، كونه الأول من نوعه، كما أن السبب بدا وكأنه غير معقول، لكن بعد تدخل منظمات إنسانية عديدة اسبانية وأجنبية لصالحه، استطاع أن يحصل رسميا على حق اللجوء.

أ. ك. يفكر الآن بدعوة أخويه للانضمام إليه، والحصول على حق اللجوء في اسبانيا لنفس السبب، ذلك أنهما يعانيان من نفس الظاهرة، وقال: «أنا سعيد جدا بحصولي على حق اللجوء في اسبانيا، ولكن بعد معاناة شديدة وطويلة، فقد كنت أعيش في خوف مستمر، فأنا أعرف العديد من الأشخاص المشابهين لحالتي، تعرضوا لقطع الأصابع، أو قطع شعرهم، وحتى في بعض الأحيان تعرضوا للقتل، وذلك لاستعمال أعضائهم في بعض الشعائر»، وأضاف «لقد تعرضت أنا شخصيا عدة مرات لمحاولة اختطاف أو قتل».