قلد الرئيس نيكولا ساركوزي، ثلاثة من سائقي القطارات ميداليات الشرف تقديرا لشجاعتهم وكفاءتهم المهنية، بعد أن تمكنوا من السيطرة على خروج قطار النقل بين الضواحي، الذي كانوا يقودونه، عن السكة، قبل أيام. ورغم ازدحام القطار بالركاب لم يخلف الحادث قتلى، بل 36 جريحا بينهم مراهق في الرابعة عشرة بترت أذنه.
واستقبل ساركوزي السائقين، وهم رجلان وامرأة، في قصر «الأليزيه» أمس، وخرج يودعهم بنفسه بعد الاستقبال حتى عتبة القصر الرئاسي، وبصحبتهم رئيس الشركة الوطنية للسكك الحديدية. وعبر السائقون عن تقديرهم لهذا التكريم، الذي اعتبروه يتجاوز الطابع الشخصي ليشمل كافة العاملين في قطاع النقل العام. ورغم الأجواء الاحتفالية كان باديا على المكرمين أنهم ما زالوا تحت صدمة الحادث. وكان الثلاثة يقودون قطارا سريعا يربط العاصمة بضواحيها الجنوبية، مساء الأحد الماضي، ويستعدون لإنهاء دوريتهم عندما لاحظوا كتلة كبيرة من الأسمنت تتوسط السكة، ولم يكن من الممكن تلافيها بسبب السرعة التي ينطلق بها القطار الذي انحرفت عرباته الأولى عن مسارها. وقام السائقون بكل ما في وسعهم للسيطرة على القطار الذي خرج عن سكته وتفادي الانقلاب. وكشفت التحقيقات أن سائق سيارة كان قد اصطدم بمكعب أسمنتي على حافة الطريق، وزحزحه من مكانه وألقى به على السكة القريبة للقطار. كما تبين أن السائق كان قد تناول، قبل قيادته السيارة، مزيجا من الكحول والمخدرات. وألقى القبض على السائق وتم إيداعه سجن «فرين» جنوب باريس ومحاكمته بثلاث تهم: القيادة في حالة سكر وفقدان للوعي، والهرب من مكان الحادث، وانتهاء شهادة تأمين السيارة.