ألمانية في الثانية والسبعين تحج إلى القدس مشيا على الأقدام

تحت شعار «السلام بين الشعوب والأديان»

TT

سبق للألمانية إليزابيث بيتر أن قطعت المسافة من مدينتها باد بيرلبورغ (وسط ألمانيا) وسانتياغو دي بوستيلا (إسبانيا) مشيا على الأقدام عام 2005، والمسافة إلى كاليننغراد (روسيا) على الدراجة الهوائية عام 2007، إلا أن رحلتها إلى القدس هذا العام كانت الأعظم في حياتها.

إذ قطعت المرأة المسنة مسافة 6500 كيلومتر مشيا على الأقدام وصولا إلى القدس تحت شعار «السلام بين الشعوب والأديان». وأرسلت بيتر رسالة SMS إلى عائلتها في باد بيرلبورغ حال بلوغها سور القدس القديمة تبلغهم بوصولها بالسلامة، لكنها عبّرت في ذات الوقت عن رغبتها في الدوران حول السور قبل أن تضع رحالها في المدينة المقدسة.

وحسب مصادر العائلة فإن إليزابيث بيتر غادرت المنزل وهي تحمل حقيبة الجوالين على ظهرها مستعينة بأقل قدر ممكن من المال والطعام والشراب. وخصصت المغامرة المسيحية مبلغ 20 يورو فقط يوميا لتنقلها من وسط أوروبا إلى القدس وكانت تبيت لياليها في الأديرة، وأحيانا عند السكان المحليين، لكنها استطاعت توفير كثير من المال بسبب كرم الناس الذين استقبلوها دائما بالترحاب.

وعلى هذا الأساس تكون أقدام إليزابيث بيتر قد وطأت أراضي 10 بلدان مختلفة قبل أن تصل إلى هدفها. اجتازت ألمانيا وسويسرا وايطاليا وألبانيا واليونان وتركيا وسورية والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة. وتحملت المرأة، التي كانت رئيسة دائرة العمل في مدينتها، ثلوج جبل سان بيرنار في سويسرا (2500 متر) وشمس الساحل التركي الجنوبي قبل أن تصل إلى سورية.

قبل ذلك، وداخل ألمانيا، اتخذت بيتر الطريق التجاري القديم، المسمى «طريق الحرير» بين لايبزغ وكولون (على الراين)، ثم حجت المرأة في طريقها عبر سويسرا إلى الفاتيكان، اتخذت طريق الحج المسيحي القديم «فيا فرانسيانا» الذي كان يقود الحجاج البريطانيين من كانتربري إلى روما، كما سلكت طرق التجارة القديمة بين سورية واليونان.

قضت بيتر ليلة عيد الميلاد وذكرت في مكالمة هاتفية أنها تخطط للمشاركة مع ابنها في سباق الـ15 كيلومترا التقليدي الذي يقام في باد بيرلبورغ في مطلع كل سنة. ونوهت المغامرة المسنة إلى أن «حمى المشي» أصابتها بعد سنتين من تقاعدها عن العمل وأنها تحاول المشاركة بقسط من النشاط الداعي للتآخي بين الشعوب والأديان.