النمسا تغلق ملف الفتاة النمساوية التي ظلت حبيسة منزل خاطفها 8 أعوام

التلفزيون الألماني يعد حلقة عن القضية تبث قريبا

TT

أعلن المدعي العام النمساوي أمس رسميا إغلاق ملف ناتاشا بوشا الفتاة النمساوية التي اختُطفت يوم 2 مارس (آذار) 1998 وهي في العاشرة من عمرها بينما كانت في طريقها إلى مدرستها الابتدائية، وظلت حبيسة منزل خاطفها لمدة 8 أعوام حتى نجاحها في الفرار منه يوم 23 أغسطس (آب) 2006 في قصة أثارت حيرة واهتمام الرأي العام العالمي.

وفي مؤتمر صحافي موسع تم الإعلان رسميا عن إغلاق ملف القضية التي لا تزال تثير حيرة الكثيرين ممن لا يزالون يطرحون الكثير من التساؤلات، بل إن برنامجا جديدا يعمل على إعداده تلفزيون «آي آر دي» الألماني، يعد لحلقة موسعة عن القضية ستبث بتاريخ 25 الحالي تم تصويرها في المنزل الذي عاشت فيه ناتاشا سجينة لمدة 3096 يوما بضاحية دوناو اشتات على بعد أقل من 16 كيلومترا من منزل أسرتها بالعاصمة فيينا. وكانت كامبوش، التي تعيش الآن حياة تحاول أن تكون عادية كبقية الفتيات في نفس عمرها، قد اشترت المنزل كما اشترت العربة التي استُخدمت لاختطافها مؤكدة أنها قد أقدمت على ذلك حتى لا تقع في أيد تستغلهما. هذا وتعمل ناتاشا حاليا مقدمة لبرنامج حوارات تلفزيوني كما تواصل ما فاتها من مراحل تعليمية.

من جانبه أعلن آرنست غايغر رئيس قسم الجريمة المنظمة بالمكتب الفيدرالي النمساوي عن تحمله لكامل المسؤولية لأخطاء وقصور اتضح أن الشرطة وفرق التحقيقات قد ارتكبتها في أثناء التحقيقات الأولية عن الحادثة، وحتى بعد فرار ناتاشا وانتحار خاطفها برمي نفسه أمام قطار سريع قبل وصول الشرطة للقبض عليه، موضحا أن التحقيقات الأولية التي أُجريت مع الخاطف لم تكن دقيقة بدرجة كافية إذ قبلت الشرطة أقوال الخاطف وتبريراته رغم شكوكها فيه.

وكانت الشرطة قد حصرت 700 عربة ميني باص بيضاء اشتباها بعد أن أشارت شاهدة العيان الوحيدة إلى أنها رأت زميلتها ناتاشا تُحشر في ميني باص أبيض.

من جانب آخر أكد المدعي العام نقطة هامة تركزت في تأكيد الشرطة تأكيدا تاما مسؤولية الخاطف ولفغانغ بريكلوبيل مسؤولية كاملة عن الحادثة إذ لم تثبت التحقيقات وجود أي شركاء له وذلك ما سيضع حدا لمزاعم عن وجود من ساعده خصوصا أن تكهنات وشائعات طالت مرارا والدة ناتاشا التي كثر الحديث عن أنها كانت على علاقة ما بالخاطف.

وكانت ناتاشا قد عبّرت مرارا عن غضبها لتقارير أشارت إلى أنها سبق أن حاولت الفرار ثم عادت طائعة إلى خاطفها الذي سجنها بادئ الأمر ولمدة عامين في قبو بمساحة مترين بناه خصيصا تحت أرضية منزله وبطّنه بمواد عازلة للصوت.