ملح الطعام ورمل الصحراء لمكافحة الثلج في ألمانيا

وسط تحذيرات المدافعين عن البيئة

TT

تواجه ألمانيا هذه الأيام أزمة كبيرة في كميات الملح الذي يرشّ عادة على الشوارع لمكافحة الثلج ومنع انزلاق البشر والسيارات. ومع إعلان المدن الكبيرة عن نفاد مخزونها من ملح مكافحة الثلج لجأ المواطنون إلى رمل الصحراء وملح الطعام و«حبيبات» أحواض القطط لمكافحة الثلوج المتراكمة أمام بيوتهم.

وفي حين أعلنت شركة ألمانية كبرى متخصصة في إنتاج رمل مكافحة الثلوج أمس عن عجزها عن تلبية حاجة السوق، أعلنت معظم أسواق المواد الغذائية عن نفاد كميات ملح الطعام في مخازنها. وعدا ملح الطعام فقد شهدت أسواق بيع السمك نشاطا استثنائيا في مبيعات ملح البحر الذي صار يُستخدم في مكافحة الثلج. وبالنسبة إلى رمل الصحراء، فإنه بصفة عامة لا يستخدم في ألمانيا، بجانب الصناعات الإنشائية، إلا في فرش ملاعب الكرة الطائرة على الشواطئ، وصيفا على ضفاف نهر الراين، لكن الطلب عليه أيضا سجل ارتفاعا قياسيا في هذه الأيام القارسة البرودة.

وفي حين أشارت مراكز «آلدي» للتسوق إلى إقبال كبير على ملح مقاومة الكلس في المياه الذي يستخدم عادة في غسالات الملابس. ذكر ناطق باسم سلسلة مراكز «ريفه» للتسوق أن مخزون «حبيبات أحواض القطط» نفد أيضا بسبب إقبال المواطنين من غير مالكي القطط على شرائه لرشه أمام أبواب بيوتهم ومداخل مرائب سياراتهم.

من جهة ثانية، طالبت دائرة حماية البيئة الألمانية طالبت الحكومة الاتحادية بمنع رش ملح الطعام في الشوارع بسبب الأضرار البيئية الكبيرة التي يسببها. وذكرت برجيت كونيغ، من الدائرة، أن أملاح الصوديوم تؤثر سلبا في الحيوانات الصغيرة والطيور والنباتات وتتسرّب إلى المياه الجوفية، كما ثبت أنها تسبب التهابات في أقدام الكلاب والقطط التي تسير على الأرض التي ترش عليها. كذلك نصحت كونيغ المواطنين برش الرمل في صناديق لعب الأطفال في الحدائق بدلا من رش حبيبات أحواض القطط الممتصة للسوائل.

وفي مدينة بريمن، بشمال البلاد، طلب رودولف فيرنر، من منظمة «روبن وود» البيئية، المواطنين بالتخلي عن السيارات بدلا من رش الشوارع بالمواد الممنوعة. وقال فيرنر إن ضرر ملح الطعام على البيئة يزيد عن تكلفة هذه المادة التي يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منها في الأسواق 25 سنتا.