ألماني يوقد مخابزه بحرق بقايا الخبز

أول منتَج لا ينبعث من تحميصه ثاني أكسيد الكربون

TT

بدأ صاحب مخابز «شورن» الألمانية بتوزيع أول خبز من نوعه في العالم، لا ينبعث غاز ثاني أكسيد الكربون من تحميصه، بل يجري خبزه بحرارة مستمدة من حرق الخبز القديم. رولاند شورن (48 سنة)، صاحب المخبز، صرح بأنه استثمر مبلغ 1.1 مليون يورو لتحويل مخابزه إلى مخابز بيئية 100%، لكنه يأمل في استعادة المبلغ كاملا من خلال الأرباح التي سيحققها خلال 8 سنوات فقط. وللعلم، يمتلك شورن 14 مخبزا كبيرا في ولاية الراين الشمالي وويستفاليا، التي يعيش فيها نحو 20 مليون نسمة، وبذا تعتبر كبرى الولايات الألمانية من حيث عدد السكان.

وحسب مصادر شورن فإن أفران حرق الخبز القديم التي يستخدمها تقلل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 91% في مرحلة التشغيل الأولى، مع توقع رفع هذه النسبة إلى 100% في المرحلة اللاحقة من خلال تزويد الأفران بالمرشحات المناسبة. وكان شورن قد بدأ بيع الخبز النظيف بيئيا منذ منتصف يناير (كانون الثاني) الجاري، والإقبال كبير على المعجنات التي يعرضها.

أما ما يتبقى من خبز غير مبيع في أفران شورن فتقدر نسبته يوميا بنحو 12% من مجموع الخبز المنتج، وهو ما يعادل ما بين 8 و10 أطنان يوميا. ويوزّع جزء بسيط من هذه الكميات على الفقراء والمتشردين، ويحول جزء آخر إلى علف للحيوانات، ويجري التخلص من القسم الأكبر منه كنفاية. والآن بات بالإمكان تسخين الأفران بها بعد طحنها، وبالتالي اختصار 900 لتر من زيت التسخين يوميا كانت تستخدم في الأفران التقليدية. وقد ساهم أحد المهندسين البيئيين في تصميم «مفاعلين» لحرق الخبز ينتجان 200 كيلووات/ساعة من الطاقة، أي ما يكفي لتشغيل 12 فرنا صغيرا في كل فرع. وتستخدم الحرارة المتبقية في تدفئة مبنى المخبز، وتحضير الماء الساخن، وفي غسالات ملابس العاملين. وتمكن شورن بهذه الطريقة من اختصار تكلفة المحل بنسبة 50%.

وردا على الاتهامات القائلة بأن إحراق الخبز تصرف «لا أخلاقي»، قال شورن إنه استشار الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية في المشروع ونال مباركتهما بالنظر إلى رأفته بالبيئة. كما أنه اتفق مع الكنيستين على تمويل 5 بيوت للمتشردين في المنطقة يوميا بالخبز.