في إحدى أكثر القضايا الاجتماعية إثارة للجدل في بريطانيا، نشر البرلمان الإقليمي لاسكوتلندا (شمال بريطانيا) مشروع قانون يتعلق بإباحة القتل الرحيم للمرضى العجّز الميؤوس من شفائهم. ويأتي فتح باب النقاش البرلماني الاسكوتلندي في الموضوع، بعيد إدانة أم إنجليزية اسمها فرانسيس إينغليز بجريمة القتل العمد لقتلها ابنها الشاب بحجة تخليصه من عذاب عجزه، والحكم عليها بالسجن المؤبد.
المبادرة الاسكوتلندية قامت بها البرلمانية مارغو ماكدونالد، من الحزب القومي الاسكوتلندي، وهي تعاني حاليا من مرض الشلل الارتعاشي (مرض باركنسون). وتأمل ماكدونالد أن يبيح مشروع القانون الذي قدمته لأي مريض عاجز الاستعانة بمن ينهي حياته من دون أن يترتب على ذلك جناية. والجدير بالذكر أن منطوق القانون في اسكوتلندا لا يعد محاولة الانتحار مخالفة للقانون، غير أن ما هو غير قانوني هو أن يقدّم شخص ما مساعدة للمنتحر لتحقيق مبتغاه. وبالتالي، فإن المطروح الآن هو شطب هذا العائق الذي يحول دون طلب المريض العاجز من طبيبه أن يساعده على إنهاء عذابه. أما عن إينغليز (57 سنة)، فإن الحكم بإدانتها بقتل ابنها توم (22 سنة) اتخذ بأكثرية أعضاء هيئة المحلفين في محكمة «الأولد بايلي» (للجنايات) في لندن، وسط هتافات استنكار من بعض الحضور، عندما نطق القاضي بالحكم. كما أن أفراد عائلتها أعلنوا وقوفهم معها، وتأييدهم لدوافعها. ويذكر أن توم حاول الهرب من سيارة إسعاف كانت تقله إلى المستشفى بعدما تعرض لإصابة طفيفة في شجار، غير أنه سقط من السيارة وارتطم رأسه بأرض الشارع، فأصيب بعطب دائم في جهازه العصبي عجز معه عن الحركة والكلام. وقد ارتكبت الأم جريمتها في أحد مستشفيات مقاطعة إيسكس (شمال شرقي لندن) بحقنة قاتلة.