طلبة إقليم نمساوي يقيّمون معلميهم.. بدل المفتشين

في تجربة رائدة تستند على طول فترة التفاعل

TT

في خطوة قد تكون الأولى من نوعها في النمسا، منحت السلطات التعليمية بإقليم النمسا العليا (شمال شرقي البلاد) طلبة الأكاديمية التجارية الحق في تقييم معلميهم بصورة رسمية ستعتمدها الإدارة. وفي ضوء التقييم سيفرض على المعلمين الذين ينالون نسبا مئوية متدنية للانتظام في حلقات تدريبية وورش عمل لإعادة تأهيلهم ورفع مستويات أدائهم.

ووفقا لتقرير حديث نشرته صحيفة «أخبار النمسا العليا» الرسمية اليومية فإن المبادرة، التي بوشر بتطبيقها فعلا، تعود إلى اقتناع مسؤولي الإدارات التعليمية بأن الطلبة عموما هم الأقدر على تقييم مستوى أداء المعلمين، لجملة اعتبارات في طليعتها أن الطالب هو المتلقي اليومي والمتعامل الأول مع مؤهلات معلمه وبالتالي الحكم على قدرته على توصيل المادة وشرحها، ناهيك بمستوى تَمكُّنه من إدارة فصله والتفاعل مع طلابه.

وفي تعليق لغيرهارد برانداشتاين، المسؤول الأول عن إدارة التعليم الفني بالإقليم، قال إن حكم الطلبة على أداء معلميهم «أكثر واقعية بحكم المتابعة والمداومة، وأقرب إلى الحقيقة من حكم المفتشين والمراقبين الذين يجرون تقييمهم بعد جولات موسمية». وأردف أن التقييم يجري إلكترونيا، وكخطوة أولى لا ينال المعلمون علامات درجات بل نسبا مئوية، لتأتي مرحلة ثانية يناقش فيها المعلم وطلابه النتائج بوجود مشرفين من الإدارة. ومن ثم ينتظم بعض المعلمين في فترات تدريبية جديدة لإعادة تأهيلهم.

وأشار برانداشتاين إلى أن ما كان يحصل من قبل هو أن المفتشين أو المراقبين «كانوا يأتون إلى المعاهد زوارا فيحضرون حصة أو اثنتين في العام، ويرفعون بموجبها مذكرات إلى الوزارة حول أداء معلم لم يُمضُوا معه أكثر من 40 دقيقة، وغالبا ما يكون قد تحضّر لها مسبقا لعلمه بموعد التفتيش».