وزيرة العدل الفرنسية السابقة تؤدي قريبا قَسَم الاشتغال بالمحاماة

رشيدة داتي تعترف بأن عودتها إلى الحكومة ليست مطروحة حاليا

TT

تقدمت رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية السابقة والنائبة الحالية في البرلمان الأوروبي، بطلب للانضمام إلى نقابة المحامين في باريس. ومن المنتظر أن تؤدي القسم الخاص بالمهنة، قريبا. وبهذا تكون داتي قد أضافت مهمة جديدة إلى أعبائها الحالية كبرلمانية منتخبة ورئيسة لبلدية الدائرة السابعة من باريس، إلى جانب كونها أُمًّا لطفلة في سنتها الأولى من العمر.

وقالت الوزيرة السابقة، المغربية الأصل، في مقابلة نشرت على الموقع الإلكتروني لصحيفة «الباريزيان» أمس، إنها كانت سعيدة بعملها في ميدان القضاء، واليوم هي تريد أن تستعيد مهنة المحاماة. واستشهدت داتي بعبارة للسياسي الفرنسي الراحل فيليب سيغان، يقول فيها إن السياسة ليست مهنة، بل هي التزام. وأضافت: «لدي التزامي السياسي الذي لن أتخلى عنه، وأود أن تكون لي مهنة، أيضا. وهناك من يتهم المسؤولين السياسيين، أحيانا، بأنهم منقطعون عن الواقع وعن المجتمع، وهو ما لن أقع فيه مطلقا».

وردا على سؤال حول السياسيين الذين يشتغلون بالمحاماة لكي يحققوا مصدرا إضافيا للدخل، أوضحت رشيدة داتي أنها بدأت العمل بدوام كامل منذ كانت في السادسة عشرة من عمرها، وأن كسب الرزق ليس عيبا ولا هو من المحرمات. وأضافت: «بطبيعة الحال، هناك جانب مادي لكنه لا يمنعني من الدفاع عن قضايا أو عن أشخاص في وضع صعب من دون مقابل. وكل عائداتي ستكون شفافة». وأوردت داتي أسماء سياسيين ونواب من أحزاب اليمين واليسار ممن يجمعون بين العمل العام ومهنة المحاماة.

ونفت الوزيرة السابقة أن تكون قد قبلت الترشح للبرلمان الأوروبي رغما عنها ونزولا عند إصرار الرئيس نيكولا ساركوزي، وقالت إنها طوال حياتها كانت تؤدي ما يسند إليها من أعمال بكثير من الشغف، سواء عندما عملت ممرضة أو قاضية أو وزيرة أو مستشارة أو ناطقة رسمية، فهي تحب السياسة وتحب الإقناع وتحب النضال. وأضافت أن البرلمان الأوروبي هو مكان يتلاءم تماما مع التزاماتها، ولقراراته مساس بالكثير من قضايا الحياة اليومية للناس، مثل: حماية البيئة، والسلامة الغذائية، وتخفيض أسعار المكالمات في شركات الهواتف الجوالة ومكافحة المواد السمية في لعب الأطفال.

واعترفت داتي بأن آخر لقاء لها مع الرئيس ساركوزي يعود إلى ما قبل أعياد الميلاد. وقالت إنهما تحدثا عن نشاطها الحالي وعن الإصلاحات المقبلة في الحزب الحاكم، وأنه تمنى لها الاستمرار في نشاطها، لكن الحديث لم يتطرق إلى احتمال عودتها إلى الحكومة، واصفة هذا الأمر بأنه «غير مطروح حاليا، وليس هدفا في حد ذاته».

وتطرقت المقابلة إلى موضوع الجدل الدائر حول البرقع، وهل من الضروري إصدار تشريع يحظر ارتداءه في فرنسا. وكان رأي داتي أن الحجاب الكامل ليس علامة دينية ولا مشكلة ثقافية أو تتعلق بالتقاليد، لكنه لا ينسجم مع القيم الجمهورية ولا مع مبدأ المساواة بين الرجال والنساء. ودعت إلى تجنب التركيز على اللواتي يرتدين البرقع، وفي الوقت ذاته التذكير بأنه من غير المقبول التعايش والتعامل مع أشخاص لا يعرف المرء وجوههم.