مسلمون متطرفون في فرنسا يهددون إماما يؤيد منع البرقع

وصفوا حسن شلغومي بأنه كافر لأنه اعتبر النقاب سجنا للنساء

TT

اقتحمت جمهرة من الإسلاميين المتطرفين مسجدا في ضاحية درانسي، بشمال العاصمة الفرنسية باريس، ليلة أول من أمس، وهددوا إمام المسجد حسن شلغومي ونعتوه بـ«الكافر»، وذلك في حضور أكثر من 200 مسلم كانوا في المسجد.

شلغومي، وهو أحد الأئمة الشباب في فرنسا، كان قد لفت الأنظار إليه عندما أعلن في مقابلة معه نشرتها صحيفة «لو باريزيان» نهار الجمعة الماضي، أنه يؤيد إصدار تشريع يمنع ارتداء البرقع في فرنسا، شرط أن يترافق المنع مع نشاط تربوي يشرح الأسباب الموجبة له. ووصف إمام مسجد درانسي «الحجاب الكامل» الذي يغطي المرأة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها بأنه «سجن للنساء ووسيلة للسيطرة عليهن»، واعتبر أنه «لا مكان له في فرنسا». وأضاف شلغومي أن قلة محدودة من النساء ترتدي هذا الزي في فرنسا، وعلى من تريد البرقع أن تنتقل للعيش في بلد يعتبره من تقاليده.

وللعلم، فدرانسي من المناطق التي كانت مركزا انتقاليا لتجميع اليهود وعزلهم خلال سنوات الاحتلال النازي لفرنسا، قبل تسفيرهم إلى معسكرات الاعتقال والإبادة في أُوروبا الشرقية، إبان الحرب العالمية الثانية. ويرتبط شلغومي بعلاقات ودية مع ممثلي الجالية اليهودية في المدينة، الأمر الذي دفع عددا من خصومه إلى إطلاق لقب «إمام اليهود» عليه. وحاليا يفكر شلغومي في التقدم بشكوى قضائية ضد المهاجمين، الذين وصفهم أحد المقربين منه بأنهم من مريدي جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن ما صدر منهم يمكن أن يعتبر «فتوى» تهدد حياة الإمام الشاب.

يذكر أن هيئات قانونية وبرلمانية فرنسية تعكف منذ أسابيع على وضع قانون يحظر ارتداء زي يخفي وجه صاحبته في الأماكن العامة ومؤسسات الدولة، الأمر الذي يثير جدلا عاما، ويقسم السياسيين ما بين مؤيد ومعارض، نظرا لمحدودية ظاهرة النقاب والبرقع.