«استراحة الغداء» ضاعت بين الجوّال والإنترنت

في استطلاع ألماني

TT

يطالب فريق من العلماء الألمان منذ عقود بتحويل جزء من استراحة الغداء إلى قيلولة صغيرة يستعيد فيها الموظف أو العامل قواه البدينة والعقلية، إلا أن ما يحصل اليوم، في عصر الثورة المعلوماتية، هو أن استراحة الغداء ضاعت عمليا بين الهاتف الجوال والكومبيوتر.

وما كان أصحاب العمل والمديرين يسرقونه أمس من وقت العامل، أي استراحة الغداء، صار لصوص المعلوماتية الجدد، أي الهاتف الجوال والإنترنت يسرقونه اليوم. وهو ما توصل إليه استطلاع للرأي أجرته صفحة «جوب سكاوت 24» بتكليف من الجمعية الألمانية للتغذية والصحة، وشمل 3400 عامل وموظف.

وقالت نسبة 33% ممن شملهم الاستطلاع إنهم اضطُروا إلى التخلي عن المطاعم وحوانيت الشركات ليوزعوا لقم «سندويش الغداء» بين الاهتمام بالرد والحديث على الهاتف الجوال، أو البحث في الإنترنت والإجابة على الرسائل الإلكترونية. وكان سبب تخليهم عن فترة الغداء التقليدية هو شدة العمل وضرورات الاهتمام بالأمور الشخصية والعائلية خلال فترة الاستراحة.

الاقتصاد بالوقت والمال دفع نسبة 28% من العاملين إلى تناول غدائهم في حوانيت المعامل والشركات. تضاف إليهم نسبة 13% ممن يختصرون فترة الغداء في الحانوت إلى النصف، أو إلى ما هو أقل، ويبقون داخل دوائرهم، كي يستطيعوا تأدية العمل المتراكم عليهم. ويعترف معظم هؤلاء أنهم يفضلون مطاعم السوق إلا أن ضغط الإدارة والوقت لا يترك لهم خيارا.

تبقى اليوم نسبة 16% فقط ممن تَعوّدوا، مع بقية زملائهم، على استغلال فترة الغداء للتمتع بالطعام والابتعاد عن أجواء العمل ومشكلاته، وهؤلاء يذهبون جماعات إلى المطاعم القريبة، والمعتقَد أنهم من أصحاب الرواتب العالية.

لا ينكر البعض (10%) هوسهم بالتسوق في المجتمع الاستهلاكي، فأشاروا إلى أنهم يستغلون فترة الغداء للنزول إلى الأسواق القريبة بحثا عن عروض بضائع مناسبة.