ألمانيا: سرق العمال الأعمدة فانهار مبنى الأرشيف التاريخي

السلطات مهتمة بفتح ملف مشروعين آخرين

TT

قبل سنة انهار مبنى الأرشيف (7 طوابق) في قلب مدينة كولون الألمانية التاريخية فجأة، وانهارت معه عدة بيوت قريبة. وتسبب الانهيار في وفاة شابين وضياع وتضرر أهم أرشيف في منطقة غرب ألمانيا.

يومذاك، وجه مجلس المدينة أصابع الاتهام إلى شركات بناء خط المترو الجديد الذي يمر تحت «المدينة القديمة»، المطلة على نهر الراين، الذي تسبب بناؤه في حصول عدة شروخ في المباني القريبة. لكن الجديد في الموضوع الآن أن مراقب عمال البناء رولف ك. اعترف بأنه، بالاشتراك مع عمال آخرين، سرقوا أطنانا من أعمدة حديدية كان من المفترض أن تستخدم في بناء نفق المترو، وباعوها لتجار الخردة في السوق السوداء. كما اعترف بعض المشاركين بأن نحو 10 عمال شاركوا في الصفقة ولم يتلق كل منهم أكثر من 200 يورو لقاء التغاضي عن الغش في البناء.

كان التحقيق في القضية أثبت أن شركة بناء المترو أقامت جدارين هائلين من الخرسانة المسلحة تحت الأرض، مسنودين بالأعمدة الحديدية، بين نفق المترو الجديد ومبنى الأرشيف، خشية حصول انجراف في التربة يؤدي إلى انهيار المبنى. ويبدو أن الحديد المسروق كان معدا بالضبط لتقوية هذين الجدارين. وحسب رأي خبراء البناء فإن انهيار أحد الجدارين أمام كتلة من الماء والطين، جاءت من نهر الراين القريب، تسبب في حصول تجويف تحت مبنى الأرشيف أدى إلى انهياره.

المشكلة لن تنتهي هنا. فمراقب العمال نفسه كان مسؤولا أيضا عن بناء جدارين مماثلين لحماية مباني «المدينة القديمة» من الانهيار في منطقتي هويماركت و«البلدية القديمة». ويعتقد مجلس المدينة أن الرجل «اقتصد» هنا أيضا في الحديد ليثري نفسه بنحو 20 ألف يورو. ويضم أرشيف «المدينة القديمة» وثائق مهمة تعود إلى عصر بناء كاتدرائية كولون المشهورة (عمرها 755 سنة الآن)، ووثائق تعود إلى عهد احتلال نابليون بونابرت للمنطقة، ناهيكم عن وثائق تتعلق بحياة وتاريخ مؤسس الدولة الألمانية الغربية كونراد أديناور، والموسيقار الكبير لودفيج فان بيتهوفن، والكاتب هاينريش بل الحائز لجائزة نوبل.