ألمانيا: 20% من سكان المدن يودون المغادرة إلى الريف

هربا من الضجيج والتوتر

TT

لا مكان للأبراج العالية وناطحات السحاب في ذائقة السكن الألمانية، كما هي الحال في دبي مثلا، وإلا لتحولت فرانكفورت إلى أكبر المدن الألمانية. لكن واقع الحال هو أن ازدحام مركز فرانكفورت بالأبراج العالية دفع الآلاف من سكانها للهروب إلى البلدات والقرى القريبة، وأدى ذلك إلى تناقص عدد سكانها في السنوات الأخيرة.

هذا ما يكشفه استطلاع للرأي أجرته أكبر الشركات الألمانية للعقارات «إيموفيلت» بهدف رسم سياستها العقارية المستقبلية. إذ ذكر 20% من الألمان أنهم يودون الهجرة من مراكز المدن الكبيرة إلى المدن الصغيرة والقرى في الضواحي، عدا عن نسبة مماثلة قالت إنها محكومة بالسكن في المدن الكبيرة «رغم أنفها» بسبب ظروف العمل.

وفيما يخص أسباب الهجرة من المدن إلى الريف، قالت نسبة 58% إنها تفعل ذلك هربا من الضجيج. واعتبرت نسبة 47% أن الزحام والحياة المعقدة والمتوترة في المدن هو سبب نفورها من مراكز المدن الكبيرة. وفي حين يفضل 32% الريف على المدن بسبب الغلاء، وخصوصا الإيجارات، ذكرت نسبة 28% أنهم يودون أن يكونوا أقرب ما يكون إلى البيئة.

الظاهر أن نظرية الهروب من المدن بسبب معدلات الجريمة العالية ما عادت تصح لأن الراغبين بالهجرة لهذا السبب لا يتعدون 20%. وتغلبت البيئة على الخوف من الجريمة حينما ذكرت نسبة 28% أن الريف أفضل لأطفالهم بعيدا عن الضجيج وزحام المرور وأمراض المدن.

وحسب تقدير شركة «إيموفيلت» أن نسبة النفور من مراكز المدن الكبيرة قد تكون أكبر لأن نسبة «غير المرتاحين» من السكن في المدن بلغت 10%، تضاف إليهم نسبة 29% ممن يتمنون الانتقال من المدن لو توفرت في الريف بعض إمكانيات اللهو المتوفرة في المدن.

شمل الاستفتاء 1345 شخصا من سكان المدن الألمانية الكبيرة وحرصت الشركة على اختيارهم من مختلف الأعمار والطبقات والمشارب الاجتماعية.