اعتراضات ومزايدات على مطاعم «البرغر الحلال» في فرنسا

أغذية يطلبها 5 ملايين مستهلك وتدور فيها 4 مليارات يورو سنويا

TT

وصفت مارين لوبين، نائبة رئيس حزب الجبهة الوطنية، تقديم شطائر محضرة من اللحوم «الحلال» في سلسلة مطاعم «كويك» الفرنسية، بأنها «فضيحة». وقالت ابنة الزعيم المتطرف جان ماري لوبين في حديث لمحطة تلفزيون «كانال بلوس»، أول من أمس، إن إدارة المطاعم «لا تحترم حرية الآخرين»، مضيفة: «نحن أمام عملية أسلمة لفرنسا».

سلسلة «كويك» للوجبات السريعة كانت قد بدأت، منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مبادرة «تجريبية» في 8 أفرع فقط من مجموع 350 مطعما عائدا لها في عموم المدن الفرنسية، تقوم على استخدام اللحم المذبوح وفق الشريعة الإسلامية في تحضير ساندويتشات «البرغر». كما تم استبدال رقائق من لحم البط المدخن برقائق لحم الخنزير، للمحافظة على طعم مشابه. لكن التجربة، على الرغم من محدوديتها، أثارت جدلا في الوسط السياسي، وغدت ورقة مزايدة يستخدمها بعض المرشحين لانتخابات البلديات في الحملات الجارية، حاليا.

وفي ظاهرة كاريكاتورية، تناسى مسؤولون من اليمين واليسار المشكلات الحقيقية التي يعانيها الفرنسيون، وركزوا على «الساندويتش الحلال» باعتباره «وجبة طائفية» لأن المطاعم التي تقدمه لا تتيح خيارا آخر لبقية الزبائن. وهدد رينيه فانديرندوك، العمدة الاشتراكي لمدينة روبيه، شمال فرنسا، حيث أحد الفروع التي تقدم اللحم الحلال، برفع القضية أمام السلطة العليا لمحاربة التمييز، ما لم تتراجع سلسلة مطاعم «كويك» عن تجربتها.

وللعلم، تعلن مطاعم كثيرة في مختلف المناطق الفرنسية، في واجهاتها أن اللحوم التي تقدمها تحترم الشريعة الإسلامية. ومنها دكاكين الكباب التركية، ومطاعم المأكولات الهندية التي يديرها باكستانيون. وحسب دراسة حديثة، فإن أرقام تجارة المأكولات الحلال تقدر بأكثر من 4 مليارات يورو سنويا. وثمة زوايا خاصة في المتاجر الكبرى لعرض الأغذية والمعلبات «الكوشر» وفق الشريعة اليهودية. ويشهد هذا القطاع زيادة في الطلب تصل إلى 10 في المائة سنويا. وتشير إحصائية رسمية إلى وجود 5 ملايين مستهلك في فرنسا لهذا النوع من الأطعمة. لكن ما أثار استفزاز المعترضين على تجربة «كويك» هو أنها علامة تجارية مملوكة للقطاع العام في فرنسا، وليست شركة خاصة.