عمدة نمساوي يتلقى فأرين ميتين بيوم الحب

بعد سنتين من تسميم زميل له بالشوكولاته

TT

في فبراير (شباط) 2008 كادت قطعة شوكولاته واحدة تودي بحياة هانز هيرتزبيرغر، عمدة بلدة شبيتز إن در دوناو الصغيرة بشمال شرقي النمسا. ويومذاك كان العمدة، الذي يرقد الآن طريح الفراش لا يتكلم ولا يدري ما حوله، قد وجد قطعة الحلوى ملصقة على زجاج سيارته مع بطاقة تهنئة بـ«يوم الحب». ويبدو أنه بعد يوم عمل طويل، لم يشك فيها، فالتهمها دون أن يدري أنها محشوة بنوع فظيع من السم هدد حياته، وانتهى بإتلاف دماغه.

الجريمة التي اعتبرت، في حينه، الأولى من نوعها في البلاد، أثارت غضبا واستياء، واهتماما رسميا أدى إلى إطلاق تحريات وتحقيق. وفي نهاية المطاف أمكن التعرف على الجاني من خلال المحل التجاري الذي اشترى منه بطاقة التهنئة. وحسم الأمر عندما اعترف ابناه اللذان تبيّن أنه قد عمد إلى خلط جزء من لعابهما مع لعابه كي يستحيل على الشرطة الوصول إليه بواسطة التحليل المعملي للحمض النووي (الدي إن إيه). وبالتالي، حكم عليه بالسجن 20 سنة.

لم ينقض فبراير (شباط) هذا العام، وتنتهي معه فورة تبادل التهاني والهدايا - وفي مقدمتها الشوكولاته - بمناسبة «يوم الحب» إلا وقد تسلّم والتر أرنهارد، عمدة بمدينة أنسفيلدن الصغيرة (أيضا بشمال شرقي البلاد) طردا أنيقا يحتوي على شوكولاته أشارت المعلومات المسجلة على العلبة أنها محشوة بالمكسرات ومغموسة بالعسل!!. لكن العمدة الفطن تذكّر فورا ما حدث لزميله هيرتزبيرغر، فأخبر سكرتيرته أنه لن يلتهم الحلوى التي ما إن فتح علبتها حتى وجد بداخلها جثتي فأرين ميتين مع خطاب شديد اللهجة والسخط يؤنبه ويحمله مسؤولية سوء الأحوال الاقتصادية، وتردي مستوى الخدمات البلدية في المدينة.

الشرطة، بعد اطلاعها على الأمر، اعتبرت أن إرسال طرد معبأ بفأرين ميتين لا يعد جريمة كبرى، لكنه بالطبع ليس طرفة، وأن الجاني - الذي يكثفون جهدهم بحثا عنه - قد يواجه تهمة إزعاج السلطات.