مليونير نمساوي يتخلص من ممتلكاته لصالح الأعمال الخيرية

يختار الحياة البسيطة لاعتقاده أن المال لا يجلب السعادة

TT

قرر مليونير نمساوي طرح ممتلكاته كلها للبيع، والتبرع بعائداتها لجمعيات خيرية تعمل في بوليفيا وتشيلي وهندراوس والسلفادور، وتقدم قروضا صغيرة للنساء، مما يوفر رأس مال يحتاجونه لبدء أعمال تجارية.

ووفقا للمليونير كارل رابيديير، 47 عاما، الذي نشأ في أسرة متواضعة، ثم عمل في أكثر من مجال، انتهى بشركة ضخمة للأثاث وإكسسوارات المنازل، فإنه ليس في موقع يجعله يحكم على الآخرين من أصحاب الملايين، لكن تجربته الشخصية أكدت له أن المال لا يجلب السعادة، بل يحجبها ويحول دونها، مما أقنعه بضرورة أن يتخلص من ممتلكاته كلها، وأن يبدأ كإنسان بسيط مرح ومرتاح البال من الصفر مرة أخرى.

في مقدمة تلك الممتلكات التي يطرحها المليونير للبيع، وبموافقة زوجته وتشجيعها، فيلا فخمة بمساحة 3.455 متر مربع في إقليم تيرول، منطقة تلفيس تطل على جبال الألب النمساوية، وتحيط بها بحيرة، وملحقة بها حمامات الساونا وحوض مسقوف للسباحة، تقدر قيمتها بـ1.5 مليون يورو.

هذا، وقد تقرر أن يتم البيع عن طريق القرعة التي حدد لها شهر أبريل (نيسان) القادم، بسعر 99 يورو فقط لكل مشترك، وستطرح للبيع 21.999 تذكرة. من جانب آخر، أقدم المليونير على بيع أسطوله من السيارات، ويخت، وطائرة، بالإضافة إلى مجموعة نادرة من الأثاث، من ضمنها مجموعة تاريخية نادرة من الفازات.

وفي تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، أشار المليونير «السابق» رابيديير أن هذه الفكرة كثيرا ما راودته، وبخاصة بعد كل رحلة ترفيهية قام بها لأكثر المنتجعات السياحية في العالم فخامة، وثراء بدءا من جنوب أفريقيا إلى الجزر الكاريبي، وحتى مواقع أوروبية، حيث ظلت تنتابه، على الرغم من مظاهر الفخامة والرفاهية كلها، أحاسيس بالنفاق والرياء والمنافسة للظهور بغير الحقيقة، لا سيما عندما يحاول الأثرياء الظهور على أنهم أكثر ثراء، فيما يتودد أصحاب العمل في نفاق واضح ليبدوا أكثر لطفا وأدبا. وأضاف أن مسيرة أقدام خارج أسوار معظم تلك المنتجعات توفر صورا حية لحالات الشقاء المزرية التي يعيشها أناس لا يملكون قوت يومهم، مما زاد من قناعته أنه كلما ازداد ثراء ازداد هؤلاء فقرا.

من جانب آخر، أكد رابيديير أنه سينتقل إلى العيش في منزل بسيط كغيره من الناس، ومن ثم سيعود إلى العمل بعزيمة أكبر وحماس أشد لكسب قوته أسرته وقوتها.