ألمانيا: «أنظمة الملاحة» الإلكترونية فاقمت أزمة السير

الحل غدا مشكلة

TT

لا شك أن أنظمة الملاحة الإلكترونية في السيارات، التي تعمل بمساعدة الأقمار الصناعية، أسهمت كثيرا في حل مشكلة التعرف إلى الطرقات والوصول إلى العناوين المطلوبة بأقل وقت ممكن، إلا أن نادي السيارات الألماني ADAC يرى أن هذه الأنظمة أسهمت، في المقابل، في تفاقم أزمة الزحام على الطرقات.

خبراء النادي خلصوا إلى هذه النتيجة بعد فحص أماكن الزحام الشديد قرب المدن الكبيرة والصغيرة، القريبة من «الطرقات السريعة» (الأوتوبان) في 1000 موقع مهم في ألمانيا. وتبيّن من الدراسة أن ثلثي هذه المدن يعاني الضجيج وتلوث الهواء، إضافة إلى أن نسبة 80% منها يعاني تفاقم مشكلات الزحام و«الجلطات» - أو الانسدادات - المرورية خلال السنوات العشر المنصرمة.

ولقد أحصى خبراء ADAC، خلال السنوات العشر الماضية، ارتفاع عدد أنظمة الملاحة المستخدمة في السيارات من بضع مئات من الآلاف إلى أكثر من 20 مليون جهاز اليوم. وهي أجهزة مزوّدة غالبا بنظام الإبلاغ عن الحوادث على الطرق ونشرات التحذير المبكر من الزحام. وبالطبع، فإن أنظمة الملاحة مبرمجة كي تختار أقصر الطرق وصولا إلى العنوان المطلوب، وبالتالي، فهي تدفع بعدد كبير من السيارات إلى الشوارع نفسها مرة واحدة عند حصول أي زحام، ثم إنها تحذر مبكرا من الزحام وتنصح سائقي السيارة باختيار الطرق الفرعية، وهو ما يؤدي إلى حصول «الجلطات» المرورية على الطرق الفرعية.

ثم هناك مشكلة ثانية مع هذه الأجهزة، هي أنها لا تفرّق بين قطع «الطرق السريعة» بالكامل أو قطع خط واحد منها، كما أن نشرات التحذير المبكر لا تخبر عن تفاصيل الحوادث ولا عن الفترة «التقريبية»، التي يستغرقها الزحام وإزالة «الجلطة». وثمة مشكلة أخرى تتعلق بالسائق نفسه؛ لأنه لا ينتظر النشرات التالية، بل يسارع إلى مغادرة زحام «الطريق السريع» ليقع في مصيدة زحام الطريق الفرعي.

مما يذكر أن المعرض الدولي للكومبيوتر «سيبت» طرح منتجات جديدة تحوّل الملاح الإلكتروني إلى جهاز بحث (براوزر) وجهاز تلفزيون وستيريو وفيديو وهاتف جوّال ونظام لقياس ضغط دم السائق وسرعة نبضه. ودعا نادي السيارات الألماني، بمناسبة افتتاح المعرض، إلى تحسين أجهزة الملاحة وأنظمة التحذير المبكر وتطوير مضمون نشرات الطرق. وقال متحدث باسم ADAC إن أنظمة الملاحة في السيارات لم تغير شيئا من شعارها التقليدي «أنت لا تقف في الزحام، أنت تصنعه!!».