مصارعة الثيران تثير مشادة ساخنة بين السياسيين في إسبانيا

بسبب مناقشة برلمان كتالونيا منعها

TT

أثارت مناقشة برلمان إقليم كتالونيا، شمال شرقي إسبانيا، هذه الأيام منع مصارعة الثيران، ضجة بين السياسيين في إسبانيا، فأسرعت الحكومة المحلية لإقليم مدريد إلى الإعلان بأنها ستسن قانونا يعتبر مصارعة الثيران من التراث الثقافي الإسباني الذي يجب المحافظة عليه، وتبعها، يوم الجمعة، إقليم بلنسية ثم إقليم مرسية، شرق، في الإعلان عن تأييدهما مبادرة مدريد، وأعلنت أقاليم أخرى تضامنها مع مصارعة الثيران ورفضت منعها مثل مقاطعة استريمادورا، غرب، ومقاطعة الأندلس، جنوب.

ويناقش برلمان إقليم كتالونيا حاليا طلب التيار المعارض لمصارعة الثيران الذي يدعو إلى منعها باعتبارها إهانة وتعذيبا للحيوان، وطالب ممثل المجموعة بابلو دي لورا بضرورة سن قانون يمنع مصارعة الثيران في الإقليم دون عودة، لأنها من الأعمال الوحشية ولا تتناسب مع هذا العصر، وتساءل: «ماذا ستقول عنا الأجيال القادمة؟». وتقف إلى جانب هذه الدعوة الأحزاب الكتالونية القومية المتحمسة لمنع هذه اللعبة على اعتبار أنها لعبة إسبانية لا علاقة لها بكتالونيا.

وقد دعت، يوم الجمعة، نائب رئيس الوزراء الإسباني، ماريا تيريسا دي لا بيغا، إلى التهدئة، وأوضحت أنها «مع حرية الاختيار وليس مع الإجبار». واتهمت المتحدثة باسم الحزب الشعبي المعارض في البرلمان الإسباني، سراجا سانث سانتا ماريا، الأحزاب الكتالونية بتحويل هذه الدعوة إلى موضوع للمناقشة في البرلمان الكتالوني، وانتقدت محاولتهم إبراز هذه المسالة باعتبارها نقطة تصادم، وقالت: «إن احتفالات مصارعة الثيران لها أصول تاريخية في بلدنا، وهي أكثر بكثير من أن تكون مجرد استعراض».

ودخل المناقشة أيضا وزير الداخلية، ألفريد بيريث روبالكابا، الذي طالب بمناقشة المسألة بعيدا عن المنطلق السياسي، وقال إنه شخصيا غير متعلق بمصارعة الثيران لكنه لا يدعو إلى منعها.

وقد أسرعت رئيس الحكومة المحلية لإقليم مدريد اسبرانثا اغيري إلى الإعلان بأن مصارعة الثيران هي تقليد شعبي إسباني قديم، ولهذا سوف تقوم بسن قانون يعتبر هذه المصارعة جزءا من التراث الثقافي الذي يجب المحافظة عليه، وأسرع إقليم بلنسية فمرسية إلى تأييد الاقتراح، ودعا مستشار الحكومة المحلية لإقليم بلنسية سيرافين كاستيانو إلى «ضرورة الدفاع عن التقاليد الشعبية والثقافية والفنية الإسبانية».