«مليونيرات الحظ» يروون قصصهم في كتاب جديد صدر في باريس

الفائزون انتقلوا بفضل «كارثة سعيدة» إلى الثراء

TT

الفوز بالجائزة الكبرى في اليانصيب أمر يبعث على السرور، لكن دخول عالم الأثرياء ليس بالأمر الهين. هذه هي الخلاصة التي خرج بها عالما اجتماع فرنسيان في كتاب بعنوان «مليونيرات الحظ»، صدر عن منشورات «بايو» في باريس، هذا الأسبوع. وفي سبيل وضع هذا الكتاب، قابل المؤلفان المئات ممن فازوا في لعبتي «اللوتو» واليانصيب الأوروبي «اليورومليون»، في محاولة للتعرف على تأثير الغنى المفاجئ الذي يهبط بين يوم وليلة، على حياة كل منهم.

وفي الكتاب الذي تمكن مطالعته على شكل مجموعة من القصص القصيرة المثيرة، رسم المؤلفان الزوجان ميشال ومونيك بنسون - شارلو، صورا قلمية لرجال ونساء ربح الواحد منهم، في ثوان، ما بين مليون و75 مليون يورو. كما يمضي معهم في رحلة الثروة، وكيفية التصرف بها والتأقلم مع الانتقال، بالنسبة لعدد منهم، من واقع الفقر والحاجة إلى امتياز الغنى والتخمة. ولم يتردد بعض ممن وردت قصصهم في الكتاب، من الاعتراف بأنهم كانوا يعتاشون على المساعدة الحكومية المحدودة للمعوزين، وبينهم من كان لا يجد قوت يومه، لذلك كان الفوز في اليانصيب بمثابة الصدمة التي سببت له فقدان التوازن والاضطراب النفسي.

هذه «الكارثة السعيدة»، على حد وصف أحد المليونيرات الجدد، كانت بالنسبة له رافعة إنقاذ على الصعيد المادي، لكنها أطلقت موجات من الحسد والعدوانية في صفوف الجيران وحتى الأقارب. لذلك يفضل عدد من الفائزين التكتم على الخبر والتصرف، كالسابق، تحت ثقل السر ومن دون إثارة للشكوك، أو الانتقال إلى مكان جديد لا يعرفهم فيه أحد. وقالت إحدى الفائزات إن علاقتها انقطعت مع شقيقتها لأن هذه الأخيرة لم تتقبل فارق الثروة بينهما. لذلك تعمد الشركة الفرنسية المشرفة على تنظيم ألعاب الحظ إلى ترتيب دورة في مبادئ استثمار الأموال لكبار الفائزين، مع مرافقتهم نفسيا في النقلة الاجتماعية التي تحصل لهم. لكن معظم الفائزين يختارون الاستمرار في العمل، بعد الفوز، ولا يحبذون الاستسلام للكسل والبطالة، رغم أن أرصدتهم المصرفية تكفيهم مشقة الخروج لطلب الرزق.

وتنظم الشركة، بين سنة وأخرى، لقاءات عائلية بين فائزيها في أحد الفنادق الكبرى في العاصمة. ويحدث أن تتم دعوة صحافيين لنقل أجواء تلك اللقاءات، على سبيل الدعاية لألعاب الحظ والمصادفة. وهناك من يميل إلى تشكيل ناد للمحظوظين في «اللوتو»، حيث تتشابه ظروف جميع الأعضاء ولا يشعر أحدهم بنوع من تأنيب الضمير إزاء الغير، لأنه كسب مالا من دون جهد. وقال أحد المتحدثين في الكتاب إن الفوز أراحه من مهمة حساب ما تبقى من مرتبه قبل نهاية الشهر. وكشف أنه يتلقى 6 آلاف يورو شهريا من فوائد مبلغ الفوز الذي أودعه في وديعة مصرفية ثابتة.

يذكر أن فرصة الفوز في «اللوتو» الفرنسي هي 1 لكل 19 مليون لاعب. أما في «اليورومليون» فإن النسبة هي 1 لكل 76 مليون بطاقة.