استخدام الكلاب في النمسا في الكشف المبكر عن أمراض السرطان

عن طريق حاسة الشم القوية التي تمتاز بها.. لكنها لن تحل مكان أجهزة الفحص الطبي

TT

استخدم الإنسان ومنذ قديم الزمان الكلب في الصيد والحراسة والرفقة، وحديثا لجأ الإنسان إلى الكلب معتمدا عليه كوسيلة إنذار وبحث عن المخدرات والمتفجرات وآثار المجرمين وتتبع خطواتهم، ثم لإنقاذ ملايين البشر في حالات الطوارئ والكوارث والزلازل وإخراجهم من تحت الأنقاض. وحديثا جدا ثبت أن الإنسان قد وجد في الكلب مقدرة شديدة الدقة والمهارة لإنقاذ الإنسان من مرض السرطان.

بالأمس نقلت كاميرات تلفزيون النمسا الحكومي (أو آر إف) تجربة طبية حديثة ومثيرة تؤكد أن بإمكان الكلب الوقوف مبكرا واكتشاف الإصابة بأنواع من أنواع السرطانات، خاصة سرطان الجلد والرئة والثدي والبروستاتا، وذلك عن طريق حاسة الشم القوية التي تمتاز بها الكلاب خاصة المدربة التي ثبت علميا أن بإمكانها وبنسبة خطأ لا تتعدى واحد في المائة أحيانا، وعن طريق شم البول والنفس والجلد أن تتعرف على إصابة المرء بالسرطان حتى في مراحل مبكرة جدا.

معلوم أن الاكتشاف المبكر للإصابة بالسرطان من أهم العوامل المساعدة على العلاج، وفي حالات كثيرة يمكن المسارعة باجتثاث المرض والخلاص منه نهائيا إذا لم يستفحل.

وفي حديث مع عدد من الأطباء المتخصصين الذين ظهروا وبصحبتهم كلاب مدربة ومجموعة فخورة من مدربيها شرحوا بالتفصيل كيف بدأت بعض العيادات في الاستفادة من حاسة الشم القوية جدا عند الكلاب، التي تفوق 100 ألف مرة حاسة الشم عند الإنسان (40 في المائة من دماغ الكلب مخصصة لحاسة الشم) وكيف نجحت تلك الحيوانات المدربة في اكتشاف خليات سرطانية بعضها لم يتعدَّ مراحله الأولى للتكوين.

هذا وفيما أكد رئيس الفريق الطبي أن الكلب لن يحل مكان أجهزة الفحص الطبي والتحاليل المعملية عن السرطان، إلا أنه أشار إلى المقدرة العالية والدقيقة التي أثبتتها الكلاب في هذا المجال، وأحيانا بطريقة عفوية جدا، حيث ظل بعضها ينبح ويعاود الشم في بعض المناطق والبقع بجسم أصحابهم ليكتشف بعدها أن تلك المناطق بالذات موبوءة بالمرض. كما أشار الفريق إلى تمييز هذه الحيوانات بين مئات من النماذج والعينات البشرية التي استخدمت للتأكد من نجاحها ومقدرتها في الفصل بين المصابين وغيرهم.

ويعتمد في اكتشاف سرطان الثدي والرئة على شم الكلب لزفير المصاب وفي حالة سرطان البروستاتا للعرق والبول. وتشير تجارب إلى نسبة نجاح عالية جدا تعدت نسبة 88 في المائة في حالة سرطان الثدي و99 في المائة في حالة سرطان الرئة.